توقع أحد العلماء المشاركين في المؤتمر العالمي لأبحاث لقاح كورونا، ألا تقل تكلفة تطوير اللقاح عن نحو 375 مليون ريال، لافتا إلى أهمية أن تكون كل أو معظم الأبحاث الخاصة بتطوير اللقاح في الداخل بين سكان المملكة. بذل الجهود والتكاتف وأكد البروفيسور في علم الأنسجة بجامعة كيس ويسترن في كليفلاند بالولايات المتحدة، رفيق سكالي، أن مؤتمر الرياض مبادرة أساسية وخطوة مهمة في الطريق الصحيح، ويجب ألا تتوقف بل يتم البناء عليها ببذل الجهود والتكاتف. وقال: "المبادرة التي أقدمت عليها المملكة خطوة ذكية بجمع العلماء والباحثين المهتمين بأبحاث كورونا، وكذلك جمع الشركات المتخصصة من أنحاء العالم وإتاحة التنسيق بينهم". اختلاف فعالية اللقاح بين سكالي أنه ليس كل لقاح يكون فعالا مع كل الناس بمستوى واحد، فقد يتم تطوير لقاح بنسبة فعالية أقل، وهذا لا يعني الفشل لأن هذا هو الواقع مع اللقاحات، فوفقا لدراسات علمية فإن فعالية اللقاح تختلف من منطقة إلى أخرى وبين الشعوب، وإذا كانت الفعالية بنسبة 60% فذلك إنجاز جيد، لأن المجموعات التي لا يكون اللقاح فعالا لديهم يستفيدون من قدرة اللقاح على وقف انتشار المرض. تطوير البنى التحتية من جهته، أكد متخصص علم الفيروسات الدكتور فهد المجحدي، ضرورة تطوير البني التحتية المتقدمة في الوزارات والجهات الحكومية الأخرى ذات الاختصاص في التعامل مع الأوبئة، وربما يتطلب الأمر إيجاد اتفاقية عمل بين أكثر من جهة للتصدي والتغلب على المشاكل الطارئة؛ كما هو الحاصل في الاتفاقية البحثية بين وزارة الصحة ووزارة الزراعة برعاية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهذه البادرة مطلوبة مباشرة عند حدوث المشكلة. وأضاف، بخصوص فرص الخروج بلقاح، أن العمل قائم وبشكل مكثف لتطوير لقاحات خاصة بفيروس كورونا على المستوى العالمي، وهناك بالفعل كثير من اللقاحات التي ما زالت في مرحلة التجارب الإكلينيكية التي تتطلب بعض الوقت حتى تحقق أهدافها للخروج بلقاح آمن وفعال يحمى من الإصابة بهذا الفيروس. الدراسات الوبائية شحيحة قال المجحدي "نحتاج إلى التعامل مع المشكلة بواقعية، والمرض الناتج من الإصابة بفيروس كورونا في الإنسان يختلف عنه في الإبل"، وما زالت الدراسات الوبائية شحيحة في معرفة آلية نقل وانتشار المرض. ويرى أن الفرق والهيئات العلمية المتخصصة تواجه كثيرا من الصعوبات في تطوير اللقاحات المطلوبة والفعالة سواء للإبل أو للإنسان؛ وعليه فيجب التركيز بشكل مكثف على تطوير لقاح فعال خاص بالإنسان وهو الهدف النهائي المطلوب، خاصة في ضوء عدم وضوح كثير من آليات انتقال المرض بين الإبل وبعضها، وبينها وبين الإنسان، مما يشكل عقبة في تقييم جدوى اللقاحات في الإبل. من ناحيته، أشار استشاري أمراض الحساسية والمناعة للأطفال الدكتور صالح المحسن إلى أن تحضير لقاح ضد فيروس كورونا مشروع ضخم، ولكن مع العمل الجاد والجهود الكبيرة، مبينا أن التقدم باتجاه تحقيق الهدف يحتاج مزيدا من العمل الجاد وإيجاد بنى تحتية بحثية، ودعم الباحثين، والاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية. الفالح: متفائل بالقدرات البحثية إلى ذلك قال وزير الصحة المهندس خالد الفالح "إن تجربة كورونا في المملكة بقدر ما هي صعبة ومريرة، إلا أنني متفائل بأن هذه التجربة ستمكننا من بناء قدرات بحثية تجعل المملكة تتبوأ الموقع الذي تستحقه بوصفها دولة قيادية من ناحية المنظومة الصحية"، مشيرا إلى أن الحلقة الفارغة التي تعوق تحقيق هذا الهدف هي حلقة البحث العلمي، وتطوير الأدوية والعلاجات، مؤكدا عزم الوزارة في أن يكون "مؤتمر الرياض لأبحاث لقاح كورونا" خطوة كبيرة في هذا الاتجاه. وأضاف "ثقتي عالية وليس لها سقف، في قدرات الوطن وأبنائه وبناته في مجال البحث العلمي"، مؤكدا أن وزارة الصحة ستأخذ دورها القيادي وتحت مظلتها الجهات الأخرى المقدمة للخدمات الصحية، والجامعات والجهات البحثية في تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية وعقد الشراكات الدولية، وتطبيق عمل ممنهج لبناء القدرات البحثية باستمرار. وحول موضوع كورونا أوضح وزير الصحة أن المملكة تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تعاني من "كورونا" و85% من حالات هذا المرض في المملكة، وإلى الآن لم نعرف السبب، وهناك دول أخرى بها إبل ولكن الحالات الأولية لديها قليلة، وانتشار العدوى محدود على الرغم من أن جاهزية هذه الدول من الناحية البحثية وقدراتها ليست أفضل من المملكة. الجدير بالذكر أن فيروس "كورونا" تسبب في وفاة نحو 547 شخصا في المملكة منذ عام 2012، إضافة إلى إصابة مئات الأشخاص بهذا المرض.