أكد دبلوماسيون وخبراء مصريون أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإنشاء مجلس تنسيق "سعودي – مصري"، مؤكدين أن المجلس فرصة لتنقية الأجواء العربية وتفعيل العمل العربي المشترك. دعوة حكيمة يقول مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والمعاهدات والتخطيط السياسي الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل، في تصريحات إلى "الوطن" إن: الدعوة التي أطلقها الملك سلمان بن عبدالعزيز، لإنشاء مجلس تنسيق سعودي مصري دعوة حكيمة، خاصة أن المنطقة العربية تشهد صراعات حادة سواء في ليبيا أو اليمن أو العراق، فضلا عن تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، وكلها أزمات تحتاج إلى تنسيق المواقف بين البلدين، كما أن هذا المجلس سيسمح بلقاءات على مستويات مختلفة بين الأطراف المصرية والسعودية بما يضمن الاستكشاف المبكر لأي محاولات إعلامية ممنهجة لإحداث وقيعة بينهما، بما يضمن التصدي لتلك المحاولات أولا بأول، وذلك في ظل ما يمثله البلدان من ثقل سياسي في العالمين الإسلامي والعربي". تنقية الأجواء العربية فيما قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن إن "إنشاء المجلس يعقد دوريا كل ثلاثة أو ستة أشهر أمر إيجابي، خاصة أنه سيؤدي إلى تنقية الأجواء العربية من الخلافات ويدفع باتجاه تفعيل العمل العربي المشترك، وهو أمر مهم جدا بالنسبة لمصر والمملكة باعتبارهما تمثلان ركيزتين من ركائز الاستقرار والعمل علي مكافحة الإرهاب والتدخل الخارجي في الدول العربية، فضلا عن حالة عدم الاستقرار الموجودة في اليمن وليبيا والعراق، وكلها صراعات تفتح المجال للتدخل الخارجي أولا، واستنزاف موارد هذه الدول العربية وإعاقة النمو والتقدم". قطبا العلاقات ويشير عميد معهد الدراسات الآسيوية أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق الدكتور عبدالحكيم الطحاوي، في تصريحاته إلى "الوطن" إلى أن "دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعكس حرصه على بقاء العلاقات بين القاهرةوالرياض في إطارها المتميز، نظرا للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، حيث تؤكد الخبرة التاريخية أن القاهرةوالرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي والإسلامي، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي". أبوالعطا: توافق سياسي بين الرياضوالقاهرة أبها: نجلاء صلاح الدين أشاد نائب رئيس حزب المؤتمر الدكتور حسين أبوالعطا بزيارة وزير خارجية المملكة عادل الجبير لمصر، وقال إنها تكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، خصوصا سوريا واليمن، وكذلك استنادا إلى العلاقات القوية التي تربط بين المملكة ومصر. وأكد نائب رئيس المؤتمر أن هذه الزيارة تفشل أي مزاعم تشير إلى وجود انقسام بين البلدين، فيما يتعلق ببعض الملفات الساخنة بالمنطقة في ضوء التحالف القائم بين مصر والسعودية على جميع الأصعدة، ما يدحض أي محاولات خبيثة تستهدف النيل من تحالف البلدين الشقيقين وقال "هناك تطابق في الآراء ومواقف البلدين من قضايا المنطقة، في مقدمتها الأزمة في سورية"، مشددا على أن وجود مصر في المحادثات الخاصة بملف سورية مهم وضروري ويدعم الحل السياسي. وأشار إلى أن ذلك يبرز أهمية مصر كلاعب أساس في القضايا الإقليمية، وسيكون لها دور محوري مهم في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، بوجهات نظر مختلفة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، والجهود المصرية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار.