توقعت مصادر سياسية في القاهرة أن تكون الصدارة في قمة شرم الشيخ غدًا الأربعاء، التي تجمع الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك -لملفات تنقية الأجواء العربية، خصوصًا بين مصر ودمشق، وتعزيز الاستقرار في لبنان، والعلاقات السورية اللبنانية، على ضوء قرار الاتهام فيما يتعلق باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، وأشارت المصادر إلى أن ملف المصالحة الفلسطينية سوف يكون مطروحًا بقوة على طاولة المفاوضات خصوصًا وأن هناك تطابقًا في وجهات نظر البلدين، بشأن حتمية المصالحة لمواجهة الصلف الإسرائيلى بصلف فلسطيني واحد، وكذلك الدعم السعودي للموقف المصري من المصالحة. عبد المجيد: مبادرة السلام سوف تكون إحدى مباحثات الزعيمين وقال الدكتور احمد عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية إن الزيارات المتبادلة بين القيادات المصرية والسعودية تدل على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين،حيث شهدت السنوات الماضية العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين على جميع المستويات لبحث واستعراض القضايا العربية والدولية كافة والمستجدات على الساحتين العربية والدولية، فضلًا عن عمق العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين، وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين سوف يطلع خلال زيارته للقاهرة الشقيقة الرئيس مبارك على رحلته الأخيرة لواشنطن ومقابلة الرئيس باراك أوباما، منوهًا بأن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ومسارات التسوية والحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر لتصفية الخلافات بين الفصائل الفلسطينية للخروج برؤية فلسطينية مشتركة سوف تكون احد حوارات الزعيمين، كذلك مبادرة السلام سوف تكون إحدى مباحثات الزعيمين في ضوء الحرص الأمريكي الذي أبداه اوباما وموقف واشنطن الداعي إلى حل الدولتين ووقف المستوطنات. وقال د. عبد المجيد إن العلاقات السعودية المصرية، تضرب بجذور موغلة في التاريخ، بل إنه يمكن القول إنها قديمة قدم التاريخ نفسه، وتأتي الطفرة الهائلة في العلاقات الراهنة بين الدولتين امتدادًا طبيعيًا لهذه العلاقات الأزلية والراسخة، كما تشكل العلاقات المصرية السعودية حجر الزاوية في استقرار المنطقة العربية وأمنها، عكسته الزيارات المتبادلة بين البلدين التي تعد مثالًا بارزًا وشاهدًا على نموذجية العلاقات الإيجابية المتطورة بين دولتين عربيتين لهما مكانتهما المتميزة إقليميًا ودوليًا. ابو الخير: القمة ستبحث ملفات فلسطين والسودان والعراق وأكد السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن القمة المصرية السعودية تأتي في إطار العلاقات القوية بين البلدين في المجالات كافة ومناقشة القضايا ذات الحساسية الكبيرة لكون المملكة ومصر من اكبر الدول العربية ولهما ثقل كبير عالميًا، وقال إن اللقاءات بين الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين تأتي إدراكا من القيادتين لتداعيات الآثار السلبية لكل تلك المشكلات التي تحيط بالمنطقة وعلى شعوبها التي تطلب التحرك لحل قضاياها، وأضاف أن هناك ثلاثة ملفات تزداد تعقيدًا حاليا وهي: فلسطين والسودان والعراق، وهو ما يضاعف حجم المسؤولية علىالبلدين، وأوضح أن لقاء القمة يأتي لتنسيق المواقف، مشيرًا إلى أن التنافس لم يكن موجودًا أبدًا بين القاهرة والرياض، وأن لقاء القمة يؤكد أن العلاقات المصرية السعودية هي الحصن الحصين للأمن القومي العربي، وأنها تأتي في وقت يتطلع فيه مواطنو البلدين إلى إقامة شراكة بين أكبر بلدين في المنطقة العربية، وأضاف أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مصر تأتي في إطار حرص المملكة ومصر على استمرار التشاور والتنسيق بينهما لمعالجة كل الملفات بالمنطقة في الوقت الراهن، وصفًا العلاقات بين الدولتين بأنها تاريخية تمتد جذورها إلى عشرات السنين وهي علاقات تعززها العلاقات الأخوية القائمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس حسني مبارك، وتعد أهم ركائز العمل العربي المشترك. الأشعل: الدور السعودى يتحرك بوعى في القضايا المهمة ويرى الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق الدور السعودى يتحرك بوعى في القضايا المهمة مثل “القضية الفلسطينية ودارفور” في ظل محاولة خارجية لإفساد المحاولات الجادة التي تقوم بها المملكة ومصر باعتبارهما مركزًا لدعم للقضايا العربية وقال إن القمة المصرية السعودية ستتطرق إلى ملفات رئيسية ومهمة خصوصًا الملف الفلسطينى وما به من أزمات داخلية حيث تصاعد مستمر وتحتاج إلى مساندة المملكة ومصر لإنهاء الوضع المتأزم داخل فلسطين، والتي بذلت فيه المملكة جهدًا كبيرًا وهناك حاجة شديدة إلى تعاون البلدين لمناقشة الخلاف الداخلي في فلسطين والذي تمثل خطرًا شديدًا مما تؤثر في أمن المنطقة وقد تؤدى إلى ضياع القضية الفلسطينية والدخول في حرب أهلية لا يعلم نهايتها إلا الله، أما الملف الثاني فهو يختص بالعراق وللمملكة وجهة نظر فيه تتطابق مع الموقف المصري، أما الملف الأخير فهو الأكثر حساسية فهو الملف النووي الايراني وما يصاحب تطوراته من أجواء حرب في المنطقة. فرج: المملكة في صلب العملية السياسية العربية والإقليمية من جانبه أكد السفير محمود فرج مساعد وزير الخارجية المصرى السابق اهمية الزيارة في دعم وتعزيز العلاقات بين المملكة ومصر من بينها تشجيع الاستثمارات بين البلدين وإزالة العقبات أمامها لاسيما في المجالات الاقتصادية، مشيرا إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه الاستثمارات السعودية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والبشرية في مصر. وأشار السفير فرج إلى أن المملكة كانت سباقة في إصلاح الوضع المتدهور وقد دعت قبل ذلك إلى ميثاق يضمن حماية المصالح المشروعة وتحقيق المطالب العادلة للأمة العربية، ولا ننسى مبادرة الملك عبدالله لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والتي تتمثل أهم المطالب بالانسحاب من الاراضي المحتلة والقبول بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، والمبادرة العربية التي دعت إلىها المملكة في قمة بيروت وطرح مشروع للتسوية العربية مع إسرائيل والتحرك للتعامل مع موضوع العراق.. مؤكدًا أن هذا من شأنه أن يضع المملكة في صلب العملية السياسية العربية والإقليمية والدفع بها إلى المقدمة، ويرى أن هذه المبادرات جاءت في وقت بالغ التعقيد والحيوية وأن نجاح المبادرة كان بادرة أمل جديدة نحو إنهاء الصراعات العربية في المنطقة والتي تسعى إلىها دائمًا المملكة كرؤية ثاقبة في الفكر السياسي الاستراتيجي المبكر للأحداث. عمر: القمة ستؤدي لحلحلة الكثير من المشاكل العربية ويؤكد المستشار الدكتور حسن أحمد عمر أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعية المصرية للقانون الدولي أن الزيارة تأتي في وقت بالغ الخطورة لتنسيق المواقف وبخاصة على مستوى الملف الفلسطيني الذي يحتاج إلى استكمال الجهود السعودية لإحياء عمليتى المصالحة والسلام، وبخاصة أن المملكة ومصر دولتان محوريتان في المنطقة يعول عليهما الشارع العربي والدولي آمالًا وطموحات كبيرة والكثير في حل الخلافات العربية. ويضيف المستشار عمر أن زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين في هذه الفترة لها أهميتها الاستراتيجية على مستويات عدة، مضيفًا أن القمة المصرية السعودية ستثمر في حلحلة الكثير من المشاكل العربية ومن هنا تتبدى إلى ضرورة تنسيق مواقف المملكة ومصر من أجل استراتيجية عربية للتحرك السياسي على عدة مستويات أهمها جهود تحقيق الاستقرار للبنان وتنقية الأجواء بين القاهرة ودمشق في ظل الجهود الكبيرة التي قام بها جلالة الملك عبدالله للتوصل إلى تقارب الدولتين، وكذا تحقيق المصالحة الفلسطينية.