منذ ما يقارب العقد من الزمان بدأت وسائل الإعلام الجديد أو المسماة بوسائل التواصل الاجتماعي في الظهور، مع انتشار استخدام العالم العربي للإنترنت لينشأ جيل جديد من الإعلام المتسارع بتطوره، ما انعكس سلبا على وسائل الإعلام التقليدية من ناحية عدد المتابعين أو المشتركين، فضلا عن التفاعل السريع مع هذه الوسائل وكأنها تشبع نهم الجيل التقني الجديد، وتسحب البساط رويدا رويدا من الوسائل القديمة، لنجد أنفسنا أمام أسئلة متعددة نحتاج الإجابة عنها. ما مصير الوسائل التقليدية من إذاعة وصحافة وتلفزيون وغيرها من الوسائل التي نمت وتطورت لتصل إلى مرحلة الشيخوخة إن صح التشبيه؟ وإلى أي مدى تستطيع المقاومة بعد انخفاض الدخل وارتفاع الكلفة مقارنة مع الوسائل الحديثة الأكثر انتشارا وأقل كلفة وصولا إلى السؤال الأهم من وجهة نظري، ما المطلوب من هذه الوسائل عمله لتواكب التطور السريع؟ اضطرت كثير من الوسائل إلى إعادة هيكلة طاقمها الإداري والفني والحد من الانتشار وتقليص النفقات، ولا تزال تقدم مزيدا من التنازلات لتواكب متغيرات المرحلة، ومع هذا كله تظهر أفكار جديدة في وسائل التواصل لتستمر في جني الأرباح والتطور السريع، مقابل تقلص أرباح الوسائل القديمة ونضوب مواردها بشكل لافت. انعكست وسائل التواصل الحديثة والمواقع الإخبارية بشكل واضح على الصحف الورقية ونشرات الأخبار التلفزيونية، لتميز الأولى بسرعة تناول الحدث ونشر المستجدات، بينما تقوم الأخيرة بالالتزام بالتوقيت المعتاد للصدور أو البث، ما يجعل الإقبال أقل كثيرا، وظهور أحداث جديدة تتجه الجماهير إلى متابعتها. وإن رغب المشاهد أو القارئ الرجوع إلى الخبر عاد إليه من خلال الوسائل الحديثة. ولتستمر وسائلنا القديمة في كسب ود الأجيال الجديدة بدءا من فئات الأربعين فما فوق، عليهم بالتفكير جديا في خلق اتحادات بشكل عاجل تجعلها تحت إدارة واحدة، بدلا من إدارات متعددة، وتقلص مصاريفها بشكل سريع للغاية، وإلا فسنودعها واحدة تلو الأخرى في القريب العاجل، خصوصا ما هو ذاتي التمويل.