تغيّرت قواعد اللعبة الإعلامية خلال السنوات العشر الأخيرة في العالم، فأصبحت وسائل الإعلام التقليدية وسائل الشيبان، كما يُسمِّيها بعض أصحابي التقنيين، حيث تعيش هذه الوسائل التقليدية في زمن غير زمانها، ولجيل مختلف فكريّاً وعمريّاً وثقافيّاً وحتى نفسيّاً، ففي السابق كانت الصحف الورقية والتلفزيون والراديو تعيش فترة ذهبية، وللأمانة كانت هي من تقود الفكر والثقافة، وكانت تنشر ما تريد أن تُخبر الناس به، وما لا تريد تُخفيه. ومع انتشار وسائل الإعلام الجديدة التي بدأت تغزو العالم وتُغيِّر من طريقة تفكيره وسلوكه، بدأنا نعيش إعلامًا ليس لأحد رقابة عليه غير الضمير الإنساني وميثاق الشرف الإعلامي. وقد عشنا قبل ظهور التقنية بعض مظاهر الوسائل الإعلامية التقليدية، واستطاع الشباب في كل أنحاء العالم تحويل البوصلة إلى وسائل الإعلام الحديثة، فمثلاً الشاب الأمريكي "سنودن" الذي سرّب معلومات أمريكيّة سريّة عبر وسائل التقنية الحديثة ولاذ بالفرار، لم يستطع الإعلام الأمريكي رغم قوّته التطرق إليها، لولا وسائل التقنية الحديثة التي نشرت القصة كاملة. كما استطاع الشباب في مجتمعنا انتقاد بعض المظاهر السلبية، ومعايشتها من خلال الوسائل الحديثة، فلدينا مثلاً: قضية الطفلة رهام الحكمي التي تسبَّب خطأ طبي في جازان بنقل فيروس الإيدز إليها "عافاها الله"، كيف ناقشت تلك الوسائل الحديثة قضيتها وأوصلتها إلى أعلى المستويات عبر تويتر وفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان هناك تواصل بين الشباب باستمرار حول هذه القضية، بينما هناك قضايا مماثلة كانت الوسائل التقليدية تناقشها على استحياء قبل ظهور وسائل الإعلام الجديد. إن تواصل الشباب وإقبالهم على وسائل التقنية الحديثة جعل المؤسسات الصحفية التقليدية تُنشئ مواقع إلكترونية لها لتواكب العصر وهذا يحسب لتلك المؤسسات الصحفية حيث يجعلها تتماشى مع العصر الإعلامي الجديد. تجربة جديدة يعيشها العالم الآن، لها إيجابيات وسلبيات، ولكن على المتلقي أن يستخدمها استخدامًا إيجابيًّا يُرسِّخ بأننا نحن الشباب استحققنا هذه التقنية! وأخيرًا.. سألني صديق مُقرّب سؤالاً مهمّاً: لماذا انبهرالعالم بوسائل الإعلام الحديثة وتفاعل معها؟ فأجبته ببساطة: لأنها تُمثِّل نبض الشارع! تويتر : @alzahraniawad [email protected]