قبل عقد جولة جديدة من الحوار بين مختلف التيارات السياسية في البرلمان اللبناني، شن حزب الله هجوما عنيفا على تيار المستقبل، من خلال كلمة أمينه العام حسن نصر الله الأخيرة التي هدد فيها بالانسحاب من الحوار والحكومة، فيما قالت دوائر سياسية إن نصر الله رفع السقف في خطابه الأخير، مستقويا في ذلك بالتدخل العسكري الروسي في سورية، والدعم الإيراني المتواصل لنظام الأسد. وأوضح النائب عن كتلة تيار المستقبل في البرلمان اللبناني، بدر ونوس، في تصريحات إلى "الوطن"، أن تيار المستقبل "مدرسة وطنية قومية لبنانية شمولية، فيما مدرسة "حزب الله" مذهبية طائفية، وبالتالي لا يمكن التقاء الشرق مع الغرب". وأضاف "تيار المستقبل لن يسكت عن ممارسات حزب الله، خصوصا أن نصر الله يعمل لبناء دولة فارسية من جنوبلبنان إلى إيران. ونحن نريد وطنا لبنانيا واحدا من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. ومن أجل هذا الهدف نعمل على وحدة الوطن، ووافقنا على المشاركة في طاولة الحوار، رغم أنها مهدئ لمريض يعاني من السرطان". من جانبه، أشار النائب في كتلة تيار المستقبل النائب عمار الحوري إلى أن "روسيا دولة كبرى لها حساباتها وتوازناتها. تحاول أن تحمي مصالحها في المنطقة، بعد أن لمست الحالة الصعبة التي وصل إليها النظام السوري وانهياره الكامل. لذا قررت التدخل المباشر للحفاظ على الحد الأدنى من هذه المصالح". وأضاف "روسيا قررت التدخل في سورية، بعد أن فقد إيران وحزب الله وبشار الأسد القدرة على الاستمرار، غير أن حزب الله ما زال مصرا على القتال في سورية، ما انعكس سلبا عليه، دون أن يضيف له ذلك أي قوة، بل خسر كثيرا، وتسبب في هوة كبيرة بين الشعبين اللبناني والسوري، ستحتاج إلى عقود طويلة لمعالجتها".