أولى سياسيون لبنانيون وسوريون أهمية كبرى للنتائج التي خرجت بها القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها أول من أمس في العاصمة القطرية الدوحة، انطلاقاً من المكانة العالمية المتميزة التي تبوأتها دول الخليج، لا سيما خلال الفترة الماضية، إضافة إلى التوقيت الدقيق الذي عقدت فيه القمة، والذي يشهد زيادة للعمليات الإرهابية في سورية والعراق، وتهديد لبنان ومصر وغيرهما من دول الجوار. وأيضا تدخلات طهران بشكل واضح وفاضح في الحرب إلى جانب حزب الله والنظام السوري. بداية ثمن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري بدر جاموس تركيز القمة الخليجية على المأساة التي يعيشها الشعب السوري على يد آلة القتل الأسدية، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "نثمن لأشقائنا في الخليج العربي وقوفهم مع شعبنا السوري في محنته، والدعم الذي يقدمونه للجيش الحر الذي يقاتل على جبهتين، الأولى ضد نظام الأسد الدموي والميليشيات المتحالفة معه، والثانية ضد داعش، مما يعني أنه يعمل في ظروف صعبة جداً، لا سيما مع تناقص الدعم". وتوقع بدر أن تبادر دول الخليج مستقبلاً إلى اتخاذ مواقف حاسمة إزاء تنامي الدور الإيراني في المنطقة، وتابع "للأسف، ترى إيران أن دعم نظام الأسد هو قضيتها المصيرية، فوضعت كل قوتها المالية والعسكرية لمساعدته، لذا نتمنى من أشقائنا في الخليج أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا الأمر، لإيقاف الخطر الإيراني المتنامي في المنطقة، خصوصا أن طهران تتعامل مع النظام السوري على أنه رأس حربة وجودها في المنطقة. من هنا تأتي أهمية تكثيف الجهود، حتى نستطيع الوقوف في وجه الزحف الإيراني من خلال الكتائب التي ترسلها إلى سورية، مثل حزب الله، ولواء أبو الفضل العباس، والتي تقاتل الآن بشكل علني في دمشق، وتقوم بعمليات عسكرية غير سرية مع القوات الإيرانية الخاصة". من جانبه، أكد النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة تيار المستقبل عمار الحوري أهمية القمة، وقال "فرضت الملفات نفسها على قادة دول المجلس، مثل التوتر في المنطقة، والملف الإيراني، وقبل ذلك موضوع الإرهاب الذي يشكل عدواً خطراً مشتركاً للجميع. لذلك نحن الآن أمام رؤية خليجية موحدة لمواجهة هذه التحديات الكبيرة". وتوقع حوري أن يلقى لبنان في الفترة القادمة المزيد من الدعم الخليجي بعد القمة الخليجية، كما فعلت معه دول المجلس في السابق، سواء من خلال الدعم المادي المباشر، أو عبر الدعم السياسي، لأن دول الخليج ترى في لبنان عنصراً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف "المملكة كانت سباقة في دعم لبنان من خلال تقديم مليارات الدولارات في الفترة الأخيرة لتمكين الأمن اللبناني من مواجهة الإرهاب. وتحذو باقي دول الخليج حذو المملكة في دعم لبنان. وهو ما يزيد بعد عقد القمة الخليجية".