أكدت الشاعرة السورية بسمة شيخو أن الحرب الدائرة حاليا في بلدها حولت قصائدها الجديدة إلى لوحة سيرالية تحتفل بالحياة على حافة الموت. وعرفت شيخو بأنها فنانة تشكيلية وشاعرة، ولذلك ترى أن الفنون تتقاطع فيما بينها وتحلّق في نفس السماء، ولكل منها دربه الخاص، أما عن الارتباط بين التشكيل والشعر فهو حاضرٌ بقوة، فالقصيدة أحياناً ترسم في خيال قارئها لوحة. وتقول "أكتب للناس البعيدة عن هذا المجال قبل الاختصاصيين والنقاد والفنانين، أحاول أن أعيد الفن إلى مكانه الطبيعي، أقرأ الأعمال الفنية وأحللها بصوتٍ عال، أمسك بيدها أخرجها من المراسم وصالات العرض والمتاحف، فكما قال بيكاسو يوماً "إن اللوحات لا تُرسم من أجل تزيين المساكن، إنها أداة للحرب ضد الوحشية والظلمات"، لذا عليها أن تكون في نبض الشارع وبالقرب من الناس. الشاعر الفلسطيني عمر شبانة قال عن نصوص شيخو "تكتب الشاعرة قصيدة النثر الصافية المتخلصة من المحمولات المسبقة للعناصر والأشياء، لكنها تحرص على تقديم المعنى في حلة جديدة ومتميزة كما لو كانت تحوك معطفاً شعرياً يقيها برودة الحياة، أو تنسق حديقة تشيع من حولها الروائح والجمال، ويشكل الحب في صوره الكثيرة ثيمة أساسية في هذه القصائد، لكنه حب مبتغى، وليس متحققاً، ما يمنح نصوص الشاعرة حساً بالمأساة، بل التراجيديا أحيانا، غير أنه حب يبلغ حدود التصوف، في بعض أحواله ومقاماته. "سنكون بخير" أصنع سُلَّماً من جماجمَ صَدئة وأرتفعُ به فوقَ أرضٍ من مَوتٍ ودَمار عالياً هناكَ أتكوَّر كجَنين أهمِسُ لنفْسي سيتغيَّرُ العَالم قريباً سنكونُ بخير.