فيما نقلت تقارير صحفية عالمية وجود حجاج يبحثون عن أقاربهم وأصدقائهم بعد حادثة التدافع في منى، كشفت تجربة عملية ل"الوطن" من خلال الاتصال على الأرقام التي خصصتها وزارة الصحة لاستعلام ذوي المصابين والمتوفين، أن الانتظار للرد على الهاتف استغرق نحو ثلاث دقائق، بينما تطلب الحصول على المعلومات 45 ثانية فقط. بدورها، وفرت إدارة مستشفى النور أربعة أجهزة بانوراما ذكية، لعرض صور حادثة التدافع لتمكين المترددين على المستشفى من التعرف على ذويهم بيسر وسهولة. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة على لسان المهندس خالد الفالح خلو الحج من الأمراض الوبائية أو المحجرية، مبينا أن عدد الوفيات في حادثة التدافع بمشعر منى ارتفع إلى 769 بزيادة 52 حالة، والمصابين إلى 934. ورصدت وكالة الأنباء الفرنسية من مصادر إعلامية حصيلة بجنسيات الحجاج الذين استشهدوا إثر حادثة التدافع، وحددتهم في 19 دولة. يبحث عدد من الحجاج عن أقاربهم وأصدقائهم في أقسام المستشفيات أو في المشرحة في منى، بعد حادثة تدافع الحجاج الخميس الماضي، لكنهم لا يعثرون عليهم، فيما لم يتم بعد التعرف على هوية الحجاج الذين قضوا في الحادث. وتواصل بعض العائلات محاولة معرفة مصير أقاربهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا، إذ يقول حاج مصري بدا عليه القلق بعد الحديث مع موظفي الاستقبال في مستشفى منى الطوارئ "يقولون إن اسمه ليس مسجلا". ويضيف الحاج الذي قال إن اسمه عبدالله، أنه يبحث عن جاره البالغ من العمر 36 عاما. جهود المساعدة ويوضح "لقد زرت جميع المستشفيات ولم أتمكن من العثور عليه، قالوا لي اذهب إلى المشرحة ولم نجده لا بين الجرحى ولا بين الموتى". وفي الطابق العلوي كان العراقي طارق يدور من غرفة إلى أخرى بحثا عن زوجة صديقه الحاج. وقال "بينما كان يندفع من قسم الطب الباطني إلى قسم الجراحة "زوجها في المخيم ولا يستطيع البحث عنها بنفسه، لأنه مصاب بصدمة ونحن نحاول مساعدته". أما المصري محمد بلال فكان يصعد وينزل السلالم باستمرار بحثا عن والدة صديقه البالغة من العمر 60 عاما لكن دون جدوى. مستشفيات أخرى وقال "أول ما فعلناه هو التحقق مما إذا كانت بين الموتى في مشرحة المعيصم "في منى"، لكننا لم نعثر عليها وبعد ذلك بدأنا التوجه من مستشفى إلى آخر". وعند مكتب المعلومات وقفت امرأة سعودية ترتدي العباءة السوداء وبصحبتها زوجها تسأل عن شقيقها البالغ من العمر 43 عاما، وبحث الزوجان المتعبان في جميع المستشفيات طابقا طابقا للعثور عليه. وقالت المرأة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها أو اسم زوجها "أعطينا اسمه وصورته لجميع المستشفيات" كما طلبت عائلته من الأقارب في المدن السعودية التأكد من احتمال وجوده في مستشفيات أخرى في المملكة. أجهزة التنفس من جانبه، قال مدير المستشفى أيمن اليماني "هوية بعض الأشخاص الموجودين في وحدة العناية المركزة ما تزال غير معروفة"، إذ لا يزال كثير منهم على أجهزة التنفس الاصطناعي. وقال اليماني إن وزارة الصحة السعودية فتحت خطوطا ساخنة للعثور على المفقودين، إلا أن كثيرا من أقارب وأصدقاء المفقودين قالوا إن الخط غير مفيد. وأضاف أنه يوجد في المستشفى مترجمون لست لغات، إلا أن العاملين في المستشفيات لا يزالون يواجهون صعوبات في التحدث مع الحجاج. ومع محاولة دول العالم تحديد عدد القتلى من مواطنيها، تجمع مسؤولون في قنصليات بعض الدول في منى في محاولة للتعرف على الضحايا. وصرح مصدر ديبلوماسي مغربي لموقع إخباري بأن التعرف على هوية القتلى والجرحى سيستغرق يومين آخرين أو ثلاثة على الأقل، مضيفا أن بلاده قدمت بصمات أصابع حجاجها إلى السلطات السعودية.