كشف تقرير أصدره مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي عن وجود 61 حالة انتهاك ضد حرية الإعلام في اليمن خلال الشهر الماضي. مشيرا إلى أن الحريات الإعلامية تشهد سلسلة انتهاكات هي الأعنف منذ بدء الأزمة اليمنية. وأوضح التقرير أن الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون اليمنيون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي على أيدي الحوثيين تشهد تزايدا مستمرا، وأن الانقلابيين يلجؤون إلى ارتكاب أعمال عنف تتراوح بين القتل والإصابة واقتحام المنازل والمكاتب والاعتقال التعسفي، إضافة إلى حجب مواقع إخبارية وإيقاف الصحف. عشرات الانتهاكات ومضى التقرير بالقول "الشهر الماضي شهد 32 حالة اختطاف، و22 حالة تهديد، وجريمة قتل، وإلحاق إصابة بأحد الصحفيين، وخمس حالات اقتحام مؤسسات ومنازل. وتقف جماعة الحوثي والجماعات الموالية لها من أنصار المخلوع صالح وراء الغالبية العظمى من تلك الحالات". وتابع بالقول "بقية الانتهاكات توزعت بين توقف صحف يومية، كما حدث مع صحيفتي "الأولى" و"الشارع" اليوميتين، وكذلك تم إيقاف العديد من مواقع الإنترنت وحجبها، إضافة إلى إيقاف مواقع لصحف عربية وأجنبية". وأضاف التقرير أن الحريات الإعلامية "تمر بأسوأ فتراتها منذ عقدين ونصف العقد مع تصاعد حدة الانتهاكات ضد الإعلاميين. للدرجة التي أصبح فيها العمل الإعلامي مهنة خطرة قد تؤدي بصاحبها إلى الموت". وأضاف المركز "الوضع العام الذي يمر به الصحفيون ونشطاء التواصل الاجتماعي في اليمن بات لا يطاق، فالانتهاكات ضدهم تتسارع وتيرتها وتزداد عنفا يوما بعد يوم، والعشرات من الإعلاميين والناشطين المدنيين ما زالوا يعانون من تواصل الاعتقال بواسطة الميليشيات التي تحتفظ بهم في أماكن مجهولة، وتمارس سلطات الحوثيين أقسى درجات العنف والقسوة ضد الصحفيين بهدف إسكات الأصوات المعارضة في المحافظات التي تسيطر عليها، ونشر قوائم بأسماء الصحفيين تمهيدا لاعتقالهم". اقتحام نقابة الصحفيين وكانت نقابة الصحفيين قد كشفت في بلاغ لها الأسبوع الماضي عن اختطاف الحوثيين في العاصمة نائب رئيس تحرير موقع يمن نيشن المحلي، الصحفي حمود دغشر. مشيرة إلى أن مجهولين اقتادوه إلى مكان مجهول، ورفضوا الإفصاح عن مكان اعتقاله حتى لأسرته. وطالبت النقابة بسرعة الإفراج عن الصحفيين المعتقلين، أو تقديمهم إلى محاكمات علنية إذا كانوا يواجهون تهما قضائية، وحملت المتمردين المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم. في سياق متصل، اقتحمت مجموعة مسلحة مبنى نقابة الصحفيين في مدينة التواهي بمحافظة عدن، بعد أن استولت عليه بقوة السلاح وأتلفت كل محتويات النقابة ورمت بها خارج المبنى. كما اقتسمت أثاث المبنى ووزعته فيما بينها، وطالب الصحفيون والإعلاميون في عدن الجهات المسؤولة من سلطة محلية ومكتب الرئاسة وقيادة المقاومة في عدن والجهات الأمنية والعسكرية بإخراج المسلحين ومحاسبتهم، واسترجاع ممتلكاتها.