لم يجد المتمردون الحوثيون حلًّا لمواجهة التضحيات التي يقوم بها الإعلام الحر في اليمن، لتعريتهم وفضح ممارساتهم، سوى اختطاف الصحفيين، وتنفيذ حملات اعتقالات بحقهم، وإخفاء كل من يعارضهم وينتقد سياساتهم الإجرامية. ففي صنعاء أعلنت نقابة الصحفيين اليمنيين عن قيام جماعة الحوثيين باختطاف عدد من الصحفيين ومراسلي القنوات المحلية في اليمن. كما اعتقلت الميليشيات ناشطا مدنيا بارزا في محافظة شبوة. وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان، إنها تلقت بلاغا من عائلات مراسلي قناتي سهيل ويمن شباب يوسف العيزي، وعبدالله قابل، والناشط الإعلامي حسين العيسي بمحافظة ذمار، أفادوا بأنهم تعرضوا للاختطاف منذ أيام على أيدي مسلحين تابعين لجماعة الحوثي. ودعا الصحفيون في اليمن كلًّا من اتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة صحفيات بلا حدود، إلى التدخل لوقف ممارسات الحوثيين غير الإنسانية بحق الصحفيين، وسرعة الإفراج عن المختطفين. كما عمد الحوثيون إلى إعلان ما أسموها "قائمة العار" تضم عددا من الصحفيين والإعلاميين، والناشطين المدنيين، والكتاب والمدونين على مواقع التواصل، تتهمهم فيها بالعمالة للخارج والعمل ضد الوطن، في الوقت الذي لا تخفي الجماعة عمالتها وعلاقتها بإيران. كما قام الحوثيون الذين يسيطرون على وزارة الاتصالات بحجب المواقع الإخبارية والإعلامية كافة، مثل الصحوة نت، والمصدر أونلاين، ومأرب برس، ويمن برس، والمشهد اليمني، والسبئي نت. إضافة إلى اقتحام مقر عدد من مكاتب القنوات الفضائية والإخبارية العاملة باليمن، وهي قنوات يمن شباب، سهيل، السعيدة، معين، وغيرها من الفضائيات. ويقول رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين اليمنيين أشرف الريفي إن الحريات الإعلامية في اليمن تعيش وضعا خطرا مع تزايد الانتهاكات على وسائل الإعلام والعاملين معها. وأضاف الريفي في تصريحات إلى "الوطن" أن ميليشيات الحوثيين قامت بالتضييق على الصحفيين وملاحقتهم، ما دفع العشرات منهم إلى مغادرة صنعاء لأماكن أخرى داخل البلد، كما غادر آخرون إلى الخارج. مشيرا إلى أن ستة صحفيين لا يزالون في معتقلات الحوثيين. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت الميليشيات الحوثية بارتكاب سلسلة من الهجمات والانتهاكات بحق صحفيين ووسائل إعلام في اليمن. فيما قالت منظمة الدفاع لحقوق الإنسان إنه خلال الأسابيع الماضية "كانت هناك زيادة في عمليات الاعتقال التعسفية وأعمال العنف ضد صحفيين وموظفين آخرين في وسائل الإعلام من قبل الحوثيين. وفي مارس الماضي ذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أن الصحف اليمنية ووسائل الإعلام باتت بمثابة "أهداف مُفضلة" بالنسبة للميليشيات الحوثية. وكانت مصادر صحفية في مدينة تعز التي تشهد مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمتمردين، تحدثت عن قيام قناصة موالين للمتمردين باستهداف المصورين الصحفيين أثناء قيامهم بتغطية المواجهات في المدينة. ومن بينهم المصوران أبو بكر اليوسفي مصور قناة يمن شباب، وبسام السياني مصور شبكة تعز الإخبارية. أما في محافظة شبوة فقالت مصادر عاملة في منظمات المجتمع المدني إن عناصر مسلحة تابعة للمتمردين الحوثيين قامت باعتقال الناشط المدني البارز سالم ثابت العولقي في مديرية الصعيد القريبة من مدينة عتق المركز الإداري للمحافظة، والعولقي هو أيضا سكرتير اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامعي.