اتهم تقرير صادر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن، ميليشيات الحوثي بممارسة انتهاكات كبيرة بحق المئات من الصحفيين، وتسريحهم من أعمالهم، وسط تراجع للحريات الإعلامية بالبلاد، في ظل سيطرة الحوثيين على عدد من المحافظات. وقال المركز في تقرير صدر يوم أمس "خلال الشهريين الماضيين بلغت الانتهاكات رقما قياسيا، حيث تم تسجيل 87 انتهاكا تعرض له الصحفيون، فيما فقد أكثر من 350 من العاملين في الحقل الإعلامي وظائفهم وأعمالهم، جراء الممارسات التي تقوم بها الجماعة ضد الوسائل الإعلامية التي تشمل الإيقاف والمصادرة واقتحام عدد من القنوات والصحف والإذاعات والمواقع الإخبارية والإعلامية". ليرتفع عدد الصحفيين الذين فقدوا أعمالهم خلال أقل من شهر إلى 50 شخصا، يُضافون إلى الرقم الذي كانت قد أعلنته نقابة الصحفيين وهو 300 صحفيا. وقال الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج إن الانتهاكات ضد الصحافة بلغت حدا لا يطاق، من سجن للصحفيين، واحتلال لمقرات وسائل الإعلام الرسمية والأهلية، وتشريد مئات الصحفيين من أعمالهم. متهما الميليشيات الحوثية باختطاف 12 صحفيا منذ أكثر من شهر، وعدم السماح لأحدهم بالتواصل مع النقابة ولا مع أهله. وقال دماج في تصريحات صحفية إن صنعاء تكاد تكون خالية من الصحفيين، وهو أمر غير مسبوق وإن معظم الصحفيين نزحوا من المدن الرئيسة إلى الأرياف النائية جراء التهديدات وحملات الاعتقال والمضايقات التي يتعرضون لها من قبل مسلحي الحوثي. وفصل تقرير مركز الدراسات الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية ضد الصحفيين، حيث وصلت التهديدات والاعتداءات إلى ما نسبته 46%، فيما تم تسجيل واقعة 36 حالة اختطاف، ثم تليها حالات النهب واقتحام مؤسسات إعلامية وصحفية بواقع ثمان حالات، بنسبة 9% من حجم الانتهاكات ضد الصحفيين. ومضى التقرير الثالث من نوعه الذي يصدره المركز عن واقع الانتهاكات الصحفية في اليمن بالقول إن النصف الثاني من شهر يونيو وشهر يوليو الماضي كانا من أكثر الفترات التي تم تسجيل فيها انتهاكات بواقع 70 حالة انتهاك مقارنة بالنصف الأول من شهر يونيو الذي سُجلت فيه 17 حالة. مشيرا إلى محافظة شبوة التي احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الانتهاكات للحريات الصحفية والإعلامية التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين. وأضاف التقرير أن الوضع الإعلامي في اليمن كان قد شهد طفرة منذ اندلاع الثورة الشعبية الشبابية في مطلع العام 2011، حيث ارتفع عدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لتصل إلى 16 قناة محلية و13 محطة إذاعة، وأكثر من 300 موقعا إلكترونيا. قبل أن تصاب تلك الطفرة الإعلامية بنكسة كبيرة منذ سيطرة الميليشيات الحوثية على غالبية المحافظات اليمنية، حيث تسببت في توقف 14 قناة محلية، اضطرت غالبيتها إلى الانتقال خارج البلاد، كما توقفت عشر محطات إذاعة محلية عن العمل. وتعرضت المئات من المواقع الإلكترونية للحجب بواسطة وزارة الاتصالات التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم.