تسبب ازدحام مدارس الرياض في أزمة قبول للطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة بمدارس التعليم العام، الأمر الذي حال دون التحاقهم بهذه المدارس، وتوجيههم إلى المدارس الأهلية. ويواجه أولياء أمور هؤلاء الطلاب معاناة شديدة في البحث عن مقاعد دراسية لأبنائهم وبناتهم في المدارس الحكومية. ونفت إدارة تعليم الرياض أنها رفضت قبول أبناء المقيمين بشكل عام في بعض المدارس، وعزت ذلك إلى نقص عدد المدارس، وإعطاء أولوية القبول لأبناء السعوديين، مؤكدة على تسهيل إجراءات قبول من يستوفي الأوراق النظامية المطلوبة شريطة توفر أماكن شاغرة في مدارسها. وشدد مدير الإعلام التربوي بإدارة تعليم منطقة الرياض علي الغامدي في تصريح إلى "الوطن" على أن أولوية القبول في المدارس الحكومية للطلبة السعوديين، ومن ثم يأتي الدور على أبناء المقيمين، ممن يحملون أوراقا نظامية. بدوره، كشف المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض محمد عبدالله المرشد أن الإدارة تستقبل وتنهي معاملات قبول أكثر من 1000 طلب يوميا عبر لجنة القبول المركزية في الإدارة ولجان القبول الفرعية الموزعة في مكاتب التعليم. وأوضح أن الإدارة أعدت خطة لاستقبال وقبول الطلاب والطالبات السعوديين وغير السعوديين لتمكينهم من الدراسة في الأماكن الشاغرة والمتاحة، إضافة إلى إنهاء إجراءات قبول الطلاب ممن لديهم معاملات في الأحوال والجوازات، وقبول الطلاب السوريين واليمنيين والجنسيات الأخرى. وأضاف المرشد أن لجنة القبول المركزية تقدم العديد من الخدمات، منها تحديد مستوى الطالب، والتحويل من المعاهد العلمية، وتسليم خطابات التحويل للدراسة الليلية، والتحويل للدراسة النهارية، والإعادة بعد الانقطاع، ومعادلة الشهادات الممنوحة من الخارج، ومعادلة شهادات المدارس العالمية. قبول اليمنيين والسوريين أوضح مدير الاختبارات والقبول في إدارة تعليم الرياض أيمن الركبان، أنه تم تقسيم عمل لجنة القبول المركزية وفق الخطة المعتمدة إلى فترتين، حيث بدأت الفترة الأولى من 24 شوال إلى 16 ذي القعدة 1436، فيما ستكون الفترة الثانية من 16 ذي القعدة 1436 وحتى 30 محرم 1437. وأشار الركبان إلى أن الفترة الأولى تضمنت إنهاء إجراءات قبول السعوديين غير المضافين، ولا يوجد لهم إثبات هوية، وطلاب المعادلات القادمين من خارج المملكة، وطلاب التحويل من المعاهد العلمية والدراسة النهارية والدراسة الليلية، إضافة إلى إنهاء حالات الطلاب المنقطعين والطلاب البدون جنسية، وقبول طلاب الحالات الخاصة والحضانة والخلاف الأسري. أما الفترة الثانية فتتعلق بقبول الطلاب غير السعوديين بمن فيهم اليمنيون والسوريون القادمون بتأشيرة زيارة. يذكر أن المقيمين السوريين يقطن غالبيتهم في الأحياء الشرقية بالعاصمة، ويعانون حاليا من صعوبة حصول أبنائهم على مقاعد دراسية، في ظل عدم قدرتهم المادية على إلحاق أبنائهم بالمدارس الأهلية، واعتماد إدارة تعليم الرياض على وجود شواغر في المدارس، ما تسبب في حرمان العشرات من الطلاب السوريين من التعليم. كثرة السعوديين ونقص المدارس أرجع مديرو بعض مدارس شرق الرياض لجوء إدارة التعليم إلى مثل هذه الإجراءات لوجود أزمة تعاني منها مدارس شرق الرياض في الوقت الراهن، وتتمثل في نقص عدد المدارس وكثرة أعداد الطلاب السعوديين، جراء تعثر عدد كبير من المشاريع التعليمية في المنطقة، وعزوف أصحاب المباني عن تأجيرها للوزارة نظير ضعف العائد المادي وتأخر صرف مستحقاتهم، إضافة إلى الأضرار والتلفيات التي تلحق بمبانيهم. وعبر المقيم السوري مصطفى العقيدي عن حزنه لعدم قدرته على إلحاق أبنائه بمدارس الرياض الحكومية، جراء الاشتراطات التي وصفها بالمتناقضة من قبل إدارة التعليم ومدارس حي الجنادرية الذي يسكن فيه منذ وصوله إلى المملكة.