أنهت مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع جامعة الدول العربية، في مقر الجامعة في القاهرة أمس، ورشتها الثانية حول "التكامل العربي ومشروع الدولة الوطنية"، التي عقدت يومَي الأربعاء والخميس 2 و3 سبتمبر، بمشاركة عدد من أبرز الباحثين والخبراء والأكاديميين على المستوى العربي. نقاشات شهدت الورشة مناقشات مستفيضة حول القضايا الرئيسة المرتبطة بمشروع الدولة الوطنية العربية وارتباطها بالتكامل العربي، مع التركيز على المحاور الرئيسة الآتية: التحديات التي تواجه مشروع الدولة الوطنية في الوطن العربي، ودور المواطن والمواطنة في سياق الدولة الوطنية العربية، والسجل التنموي والحاضنة الثقافية للدولة الوطنية العربية. وتناولت المناقشات عددا من الإشكاليات والتحديات الرئيسة. وأسفرت الورشة عن اتفاق الخبراء على أن الدولة بمعناها الحديث الذي ظهرت وتطورت به في سياق الحضارة الغربية لم توجد من الأساس في المنطقة العربية، وأن الدولة الوطنية العربية التي ظهرت مطلع القرن العشرين عانت من خلل جوهري أصاب مقوماتها الرئيسة وهي (الشعب – الإقليم – الحكومة - السيادة)، ما أدى إلى عدم قدرتها على النهوض بوظائفها الحيوية، حيث دخل بعضها في قائمة الدول الفاشلة، وعانى بعضها من إشكاليات مختلفة وبدرجات متفاوتة، كالإرهاب والعنف وتردي السجل التنموي وعدم الاستقرار السياسي والاستقطاب الداخلي والفراغ الدستوري. كما اتفقوا على وجود فجوة في العلاقة بين الدولة والمجتمع، وبروز ظاهرة الدولة القوية والمجتمع الضعيف، الأمر الذي أثر سلبا في الهوية الوطنية والولاء للدولة والانتماء لها، وفقدت الدولة القدرة على تمثيل كافة مكونات المجتمع وفئاته وعناصره، وسعت إلى فرض هيمنتها بالقوة على المجتمع، ما ضاعف من غربتها واغترابها وارتمائها في أحضان الأفكار المتطرفة والأنشطة الإرهابية. وذهبوا إلى أن المجتمعات العربية تعاني من ظاهرتي "تسييس الإثنية" وتمزيق الهويات الوطنية وضعف المؤسسات المجتمعية، فضلا عن "تديين السياسة" و"تسييس الدين"، والدخول في إشكاليات ما قبل الحداثة التي أعاقت بدورها تطور الدولة الوطنية. واتفق الخبراء على فشل الدول العربية في استكمال بناء مشروعها السياسي والاجتماعي والتنموي والثقافي، على غرار النموذج "الوستيفالي"، ما أدى إلى عجزها عن الانخراط في مشروعٍ تكاملي إقليمي، فمن الصعب على دول لم تستطع أن تنجز مشروعها الوطني الداخلي النجاح في إنجاز أية صيغة للمشروع التكاملي الإقليمي. وأن الدولة الوطنية العربية أصبحت في ضوء الفشل والتعثر عرضةً لتجاذب ثلاثة مشاريع: الأول، دولة الخلافة على غرار نموذج داعش، والثاني، دولة الإمامة، والثالث الدولة الطائفية أو المذهبية. تشخيص في ضوء هذا التشخيص لحال الدولة الوطنية في المنطقة العربية، انتهت الورشة إلى طرح عدد من التوصيات. يشار إلى أن ورش العمل هذه تأتي استعدادا لإطلاق التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية، الذي دأبت مؤسسة الفكر العربي على إصداره سنويا، وفي سياق الإعداد لمؤتمرها السنوي "فكر 14" المقرر عقده في الفترة من 6 – 8 ديسمبر 2015 في القاهرة، تحت عنوان "التكامل العربي: تجارب، تحديات، وآفاق"، وهو المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي في القاهرة برعاية رئيس مصر عبدالفتاح السيسي، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، في إطار الذكرى ال70 لتأسيس جامعة الدول العربية (1945- 2015). التوصيات 1- الدفاع عن مشروع الدولة الوطنية، 2-مقاومة مشاريع التقسيم والتفتيت مع ضرورة التطوير 3- تأكيد مبدأ المواطنة، 4-ضمان المشاركة 5- تحقيق العدالة والمساواة 6- رفع كفاءة مؤسسات الحكم والإدارة، 7-تصحيح العلاقة بين الدولة والمجتمع. 8- معالجة أزمة التكامل على المستوى العربي، وذلك من خلال • تطوير آليات جامعة الدول العربية، •دعم التوجه نحو التكامل العربي، • تفعيل الهيئات الثقافية المرتبطة بجامعة الدول العربية • البحث عن سبل مواجهة موجات النزوح.
الخبراء المشاركون • صلاح سلام. • الدكتورة إليزابيت كساب. • الدكتور محمد الرميحي. •الدكتور مروان المعشر. • الدكتور هاني المصري. معدو الأوراق البحثية •الدكتور علي الدين هلال. • الدكتور طارق يوسف. • الدكتور غانم النجار. • الدكتور شفيق المصري. تنسيق الورشة وإدارة جلساته الدكتور عبدالخالق عبدالله • تمثلت مؤسسة الفكر العربي بمديرها العام الدكتور هنري العَويط • مستشار رئيس المؤسسة أحمد الغز. • تمثلت جامعة الدول العربية بالأمين العام المساعد الدكتور عبداللطيف عبيد. • مستشار الأمين العام في جامعة الدول العربية الدكتور خالد الهباس.