أقامت مؤسّسة الفكر العربي حفلاً تكريمياً في فندق فينيسيا في بيروت، لمناسبة انتهاء مهام الأمينين العامين المساعدين الدكتورة منيرة الناهض والأستاذ حمد العمّاري، وتسلّم الدكتور هنري العويط منصبه الجديد كمدير عام للمؤسّسة، بحضور شخصيات رسمية ودبلوماسية وأكاديميين ومثقفين وكبار الإعلاميين والعاملين في المؤسّسة. وألقى الدكتور العويط كلمة ركّز فيها على مبدأ الاستمرارية وتداول مواقع المسؤولية، من أجل البناء وإنجاز الرؤية والمشاريع. وأكّد أن أهميةَ المؤسّسات تكمن في ديمومتها، أي في قدرتها على الإفادة من تجارب مَن تولوا مناصب فيها، واختزان إنجازاتهم، ومتابعة مسيرتهم وتطويرها، لافتاً إلى أن المؤسّسة مدينة لكل الذين تبوأوا مناصب فيها، وخصوصاً الأمينين العامين المساعدين، بالعطاءات السخيّة والكفاءة والاحتراف والإنجازات المضيئة. تكريم الأمينين العامين السابقين وإذ أكّد على الخطط والمشاريع المستقبليّة التي تعدّها المؤسّسة، أعلن عن انطلاق ورشة عمل كبيرة لنقلةٍ نوعية، تُحوّل مؤسّسة الفكر العربي إلى مؤسّسة بحثيّة بامتياز في المرحلة القادمة. وأشار إلى أن المؤسّسة تمتلك على غرار المؤسّسات الحديثة والمرموقة، رؤية واضحة المعالم، تجسّد ما يردّده صاحب السموّ الملكي دائماً، بالاقتناع بالمسؤوليّة الاجتماعيّة لرأس المال في النهوض بقضايا الأمّة، والسعي إلى تحقيق التضامن الثقافي العربي، وتعزيزِ الهويّة الحضارية للأمّة، جنباً إلى جنب مع الانفتاح على ثقافات العالم. وأكّد العويط على هوية المؤسّسة العربية والعابرة للحدود والدول والطوائف والأحزاب، والمعنية بدراسة أوضاع العالم العربي، واقتراح الحلول لمشكلاته، وخير دليل على ذلك ما تنشره من إصدارات وتقارير، وما تعقده من مؤتمرات، وآخرها مؤتمر "فكر13" المزمع عقدُه في مراكش في المملكة المغربية، وعنوانه: "الوطن العربي: بين حلم الوحدة وواقع التقسيم". واعتبر أنه ليس بالأمر القليل أن تنشأ في غمرة انفلات الغرائز، وحمأةِ العصبيّات والأصوليّات، وتفاقم الإرهاب، مؤسّسة عربية تنذر نفسها لخدمة الفكر النقدي الحرّ والمسؤول، وإعلاء شأنه، وإثارة قضاياه، وبلورة إسهاماته في مجال التنمية، وفي تعزيز حوار الثقافات والحضارات، وإيجاد المناخات الملائمة لتلاقحها. وختم بالتأكيد على مواصلة العمل وتطويره بالتعاون والتكامل مع فريق المؤسّسة، لإنجاح هذه المهمّة الشائكة والشيّقة. وقال: إنّ لي في الثقة التي أولاني إيّاها رئيس المؤسّسة صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل، ورئيس مجلس الإدارة صاحب السموّ الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، حافزاً قوياً، ولي في توجيهاتهما السديدة خير معين، كما سأستمدّ من دعم أعضاء مجلس الأمناء ومجلس الإدارة، ما أحتاج إليه للنهوض بالمسؤوليّات التي عهدوا بها إليّ. ثم ألقى الأستاذ حمد العمّاري كلمة أكّد فيها أن المؤسّسةَ هي "رسالة ورؤية"، من أجلها اجتمعنا اليوم لنسيرَ جميعاً خطوة جديدة في مسيرة التطوير، وإن غصّت قلوبُنا بمشاعر الحزن لمغادرتكم، إلّا أنّنا نثق بأنّ الروابطَ أعمقُ من الزمانِ والمكان، ونتعّهدُ على الاستمرارِ في خدمة هذا الهدف العظيمِ من أيّ موقعٍ وبأيّ شكل يخدمُ المؤسسة، وها نحن اليوم نسلّم الشعلة للدكتور هنري العويط واثقين بأنها في أيدٍ أمينة. مدير عام المؤسسة والأمينين السابقين وأضاف: لقد كان لي شرف مواكبة هذه المبادرة منذ انطلاقتها سنة 1999، وهي مبادرة أصبحت مع الأيام رحلةَ عمر وعمل منذ سنة 2004، كما كان لي شرف العمل تحت إشراف سموّ رئيس مجلس الإدارة الأمير بندر بن خالد الفيصل، الذي جاهد ولا يزال، على تطوير عمل المؤسّسة والتحديث البنّاء، الذي من شأنه أن يواكب العصر، وذلك تنفيذاً لتطلّعات مجلس الأمناء في احتفاليّة مرور 10 سنوات على تأسيس المؤسّسة. ثم تحدثت الدكتورة منيرة الناهض فهنّأت الدكتور العويط على انضمامه لهذه المنظمة العريقة، وهو الشخص المناسب للمرحلة القادمة، وشكرت القائمين على المؤسّسة على إعطائها هذه الفرصة النادرة للعمل في مؤسّسة تحمل أهدافاً عظيمة، وخصّت بالشكر صاحب السموّ الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسّسة وأعضاء مجلس الأمناء وصاحب السموّ الملكي رئيس مجلس الإدارة الأمير بندر بن خالد. وأكدّت أن هذه الثقة مكّنتني من خوض مرحلة ثرية في حياتي كنت متعطّشة خلالها أن أقابل تحديات جديدة كامرأة عربية أولاً، ولدت وترعرعت وتعلّمت في المملكة العربية السعودية، وكمتخصّصة في الشؤون التنموية ثانياً. ثم قدّمت د. رفيف رضا صيداوي التهنئة باسم أسرة موظفي المؤسّسة للدكتور العويط، الذي تشهد له كفاءاته العلمية والأكاديمية ومناقبيته واحترامه وإخلاصه في العمل، ونوّهت بمسيرة الأمينين العامين اللذين عملا بإخلاص بات محفوراً على كلّ معلم من معالم المؤسّسة. وفي الختام سلمّ الدكتور العويط درعين تقديريين لكلّ من الدكتورة الناهض والعمّاري، وأقيم حفل عشاء على شرف المكرّمين والحضور.