استهدفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة أمس، معسكرا لتجنيد المرتزقة الأفارقة للقتال في صفوف المتمردين الحوثيين، وشنت المقاتلات عدة غارات على الموقع الكائن في محافظة حجة. وكانت "الوطن" قد كشفت أوائل الشهر الماضي –نقلا عن مصادر يمنية– أن إيران تكفلت بتحمل الأعباء المالية المترتبة على استقطاب المرتزقة، وأدخلت أموالا طائلة لليمن لتحقيق هذه الغاية، رغم ما أثاره ذلك من خلافات في أوساط الانقلابيين. تفاصيل ص3 قصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، معسكرا أنشأه الانقلابيون في محافظة حجة لتدريب مرتزقة أفارقة للقتال إلى جانبهم ضد مقاتلي المقاومة الشعبية. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد العسيري إن المقاتلات استهدفت المعسكر وقصفت المجندين الذين جلبتهم ميليشيات الحوثي إلى محافظة حجة، التي أصبحت بديلا لصعدة لشن هجمات الإرهابيين ضد المملكة. وأضاف أن من الأسباب الإضافية لقصف الموقع أنه كان مخصصا لتجميع المتفجرات، وتصنيع الألغام والعبوات الناسفة التي يزرعها الحوثيون في المناطق السكنية. تكلفة باهظة وكانت "الوطن" قد كشفت أوائل الشهر الماضي، نقلا عن شهود عيان ومصادر في المقاومة، أن ميليشيات التمرد الحوثي حشدت مئات المرتزقة الأفارقة لإشراكهم في القتال إلى جانب قواتها التي تواجه مقاومة شرسة في كافة مناطق القتال، وأن معظم العناصر التي حشدها المتمردون ينتمون إلى إثيوبيا والصومال، وتم إغراؤهم بالقتال في صفوف المتمردين مقابل المال. وكشف أحد العناصر أن اتفاقا تم بينهم وبين قيادة الانقلابيين على المشاركة في القتال، نظير مبلغ 100 دولار يوميا. وفسر محللون استعانة التمرد الحوثي بعناصر المرتزقة والمأجورين، بأنها تأتي في إطار السعي لمواجهة مشكلة التناقص المستمر في أعداد المقاتلين، بسبب الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها في كافة ميادين القتال، إضافة إلى رفض عناصر الحرس الجمهوري تنفيذ التعليمات التي تأتيهم بالتوجه إلى مناطق القتال في المحافظات الجنوبية والوسطى، وهو ما أوجد مشكلة حقيقية باتت تؤرق مضاجعهم. أصابع إيرانية كما أشار المحلل السياسي ناجي السامعي إلى وجود أدلة تكشف وجود مشاركة إيرانية في هذا المخطط، مؤكداً أن مصادر قريبة الصلة بالانقلابيين أكدت أن طهران تكفلت بمصاريف المرتزقة، وقامت بتوفير مبالغ مالية ضخمة تم تسريبها لقيادة الحركة المتمردة في اليمن. وأكد في تصريحات إلى "الوطن" "أن خلافات كبيرة وقعت خلال الأيام الماضية بين أعضاء بارزين في ما يسمى باللجنة الثورية، حول الاستعانة بالمرتزقة لتعويض نقص الكادر البشري في اليمن، فبينما أشاد آخرون بالفكرة، وشددوا على ضرورة تنفيذها، بحسبان أن هذه العناصر مدربة وذات خبرة قتالية عالية، حيث سبق لبعضهم المشاركة في الحرب التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية، رأى آخرون أنها خطوة عديمة الفائدة، وعارضوا دفع هذه المبالغ المالية الكبيرة لها، واقترحوا توزيع بعضها على الثوار الموجودين حاليا في جبهات القتال، لرفع روحهم المعنوية، وإعادة الدافعية للقتال التي افتقدوها بسبب الإهمال". من جهة أخرى أشار عسيري إلى وجود تنسيق متواصل بين قيادة التحالف والجيش اليمني لاستعادة أمن البلاد، موضحا أن التنسيق موجود منذ اليوم الأول لبدء عمليات عاصفة الحزم. وقطع عسيري بأن جميع مدن اليمن تتساوى في الأهمية بالنسبة للتحالف، وعن التعزيزات العسكرية الموجودة في محافظة مأرب، قال إن التعزيزات العسكرية المقدمة للقوات الشرعية هناك تتناسب مع حجم المهمة".