انتهت جميع الأطياف اليمنية أول من أمس في الرياض، والممثلين بعلماء اليمن الذين اجتمعوا للمرة الثانية من إعداد ميثاق شرف للتعاون المستقبلي لاتفاقهم واتحادهم وحماية بعضهم بعضا، واضعين نصب أعينهم أمورا عدة، لعل من أبرزها مرحلة ما بعد الحرب وإمكانية ظهور وجوه إيرانية حوثية جديدة تخدم الأهداف القديمة. وأوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ في المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء الأول من أمس في مقر الوزارة بالرياض، بعد انعقاد اجتماع علماء المملكة بأشقائهم علماء اليمن، ضمن برنامج التواصل مع علماء اليمن، أن دور الوزارة تنسيقي إداري لا يتجاوز ذلك. وأكد آل الشيخ أن علماء اليمن في اجتماعهم الأخير، استعرضوا ما يمكن طرحه مستقبلا من الوجوه الجديدة التي ستظهر والجماعات الجديدة التي ستبرز أيضا، لخدمة الأهداف السابقة واتفقوا على أن الأسماء المستهلكة التابعة للحوثي وإيران ستنتهي وستظهر جماعات جديدة تتبع هذه الاتجاهات أو تتبع الحكومة العميقة أو تتبع القاعدة. الحكومة العميقة وعما إذا كان المقصود بالحكومة العميقة جماعة الإخوان المسلمين، أشار آل الشيخ إلى أن المقصود هو الرئيس المخلوع الذي يصفه علماء اليمن بالحكومة العميقة، وأكد العلماء اليمنيون أنهم يضعون هذا الأمر في الحسبان وسيعملون على إيضاح حقيقة كل الوجوه التي من المحتمل بروزها بعد عودة اليمن لشرعيتها. وقال أحد علماء اليمن إنه من ثمار هذا الاجتماع الذي بدأ منذ أشهر أنه أذاب الجليد بين كل المكونات المختلفة، الذين يشكلون في اللجنة التنسيقية 16 مكونا يمنيا "سني وزيدي"، أنهم متفقون على ما أعدوا من ميثاق شرف يدعم استقرار المرحلة المقبلة. برنامج أوسع وعن إمكانية مشاركة علماء دول عربية أخرى في هذا البرنامج، قال آل الشيخ: "أولا الوزارة لديها برنامج كبير اسمه برنامج التواصل مع العالم الإسلامي، وهذا البرنامج لجميع العالم الإسلامي له نسخ بحسب حاجات كل دولة في التواصل مع علماء البلد ومع المؤثرين والجمعيات والمراكز الإسلامية فيه، ولأجل الحاجة الملحة التي اقتضتها الأوضاع في اليمن صار التفعيل أكثر باهتمام أكبر مع علماء اليمن بهذا البرنامج، وهذا البرنامج يشمل كل العالم الإسلامي ولدينا نسخ كثيرة منه ستنفذ في وقتها. وعن توحيد الفتوى خلال الفترة الحالية وجعلها لاسم واحد يمثل كل مكون، أشار الوزير آل الشيخ إلى أن اللقاء كان مخصصا لاستعراض البرامج التي يرغب بها علماء اليمن وطريقة العمل المستقبلية، لأن برنامج التواصل ليس مرتبط بفترة زمنية معينة بل هو مرحلي سيستمر سنوات طويلة وفق الخطة المرسومة، والذي استعرض أول من أمس الرؤى العامة من المشايخ في الفترة القريبة على الأخص. سنة وزيدية وأوضح آل الشيخ أن اللجنة التنسيقية لعلماء اليمن حينما بدأت العمل منذ أشهر عدة حرصت على أن تكون ممثلة من جميع أطياف السنة والزيدية وكلهم موجودون في برامجهم وذكروا اليوم أن من ثمار هذا البرنامج اتفاقهم واتحادهم في المملكة وهذه بشرى جيده لنجاح البرنامج في المستقبل وكلهم أكدوا على ضرورة أن يكون الصف واحدا وأن تنبذ الخلافات التي كانت موجودة في الماضي. وأضاف آل الشيخ "اليوم يشعر علماء اليمن بوجود عدو واحد وعدو مشترك للجميع وخطر يدهمهم ويدهم الإسلام واستقلال اليمن وأهل اليمن ككل، واستشعروا أهمية هذه الوحدة وأكدوا في كلماتهم ضرورة الاستمرار في هذا الاتحاد". ونوه وزير الشؤون الإسلامية على أن المسألة صعبة، مرجعا ذلك إلى عدم تمكن علماء اليمن من أن ينفذوا البرامج على الأرض هناك، لكن شحذ الهمم على أداء الواجب ورعاية الأسر والجمعيات مهم من هنا في الرياض، مردفا بالقول: "ما شاهدناه وسررنا به كثيرا من علماء اليمن أن الرؤية المستقبلية أصبحت متقاربة، والخطر واضح والتهديد العقدي ونزع الهوية واضح لهم أكثر من ذي قبل، الآن أصبح نزع الهوية الحقيقية لليمن بتنوعه واختلاف فئاته وأحزابه، وأدركوا جميعهم أن الخطر الداهم وقع ولابد أن يعدوا رسالة واحدة لإعادة ما سلب منهم".