لم يستبعد الباحث في الشؤون الإيرانية والناشط الأحوازي محمد مذحجي بأن نشهد قريبا افتتاح سفارة لإيران في إسرائيل، محذرا في الوقت ذاته من تنامي العلاقة السرية الحالية والتقارب الكبير بين تل أبيب وطهران، معتبراً أن العاصمتين تعدان "طبخة شيطانية" برعاية أميركية ضد الأمة العربية. ولفت المذحجي في تصريح إلى "الوطن" إلى الصورة المثيرة للجدل التي تم التقاطها أمس في أحد شوارع تل أبيب لإعلان يبشر بقرب موعد افتتاح السفارة الإيرانية في إسرائيل، وتم تداولها بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر أنها جزء من التهيئة التي تقوم بها تل أبيب للشارع الإسرائيلي لإخراج العلاقة السرية بين البلدين إلى النور. وكشف المذحجي عن معلومة تحصل عليها من مصدر إيراني موثوق، تفيد بأن الولاياتالمتحدة زودت إيران بمعلومات أدت إلى إلقاء القبض على جاسوس كان يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية في الحرس الثوري واسمه الرمزي هو "أحمد دبيري"، وكان يشغل منصب مسؤول قسم إسرائيل في استخبارات الحرس الثوري، وهذا الأمر يعطي مؤشرا إلى أن إيران أصبحت جزءا من الحلف الأمني العسكري الغربي في المنطقة، وسوف تتطور العلاقات ليصبح التنسيق مع إيران مباشرة وعلانية لحفظ أمن إسرائيل، حيث قامت إيران قبل شهر تقريبا بإعدام العميل الإسرائيلي "دبيري" رميا بالرصاص. وأكد مذحجي أن التضحية بعميل سري مهم في الحرس الثوري الإيراني تعطي دلالة واضحة على مدى التقارب الإيراني الإسرائيلي وانتهاء الحاجة لأن يكون هناك عمل سري واستخباراتي موجه ضد طهران بعد الآن. وشدد المذحجي على أن الثابت في السياسة الخارجية الإيرانية على مدى السنوات ال30 الأخيرة أنها قائمة على البراجماتية الصرفة التي تمتزج بالانتهازية والمغالطة والزور. سياسة تضمر عكس ما تظهر، تجلت مجمل أبعادها في علاقة إيران المزيفة بكلّ من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. واتخذت هذه الدول الخطاب الأيديولوجي والدعاية العدائية الواسعة لهذا الغرض كغطاء تعبوي، فقد بقيت علاقاتهم سرية على نحو فعّال حتى قبل الاتفاق الاستراتيجي بين الغرب وإيران تحت غطاء البرنامج النووي. وينبغي طبعا ألا ننسى دور وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية الغربية في تقديم التحاليل المخادعة والمضللة عن هذه العلاقات.