تركزت بطالة الشباب بالدول العربية في أوساط الإناث والمتعلمين والداخلين الجدد إلى سوق العمل، وسط ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة إلى نحو 28%، وهو ما يفوق ضعف معدلات بطالة الشباب المسجلة على مستوى العالم البالغة 12%، لاسيما في ظل الارتفاع القياسي لمعدلات نمو القوة العاملة العربية، التي نمت بنحو 3 % سنوياً خلال الفترة 2000-2013، والذي يعد أحد أعلى معدلات نمو قوة العمل عالميا. وحصر صندوق النقد العربي خلال دراسة أجراها بعنوان "بطالة الشباب في الدول العربية"، تحديات التوظيف في الدول العربية في أربع عوامل رئيسة هي: اتجاه وتيرة النمو الاقتصادي نحو الانخفاض أخيرا، وعدم شمولية النمو المحقق لكافة شرائح المواطنين في بعض الدول العربية، وتبني نماذج نمو قائمة بالأساس على التراكم الرأسمالي، إضافة إلى الزيادة الكبيرة في حجم قوة العمل العربية، بما يزيد من صعوبة تحقيق الدول العربية لإنجاز ملموس على صعيد خفض معدلات البطالة. ورأت الدراسة أن الجهود التي بُذلت خلال العقود الماضية نجحت في توفير فرص عمل بالقدر الذي ساهم في الإبقاء على معدلات بطالة الشباب عند مستوياتها المسجلة في بداية العقد الأول من الألفية الجديدة، وحالت دون ارتفاعها، إلا أنها لم تتمكن في المقابل من إحداث خفضٍ ملموس في معدلات بطالة الشباب، التي بقيت مستقرة عند مستويات مرتفعة نسبياً مقارنة بعدد من الأقاليم الأخرى. ووفقا للتقرير، تبلغ معدلات بطالة الشباب العرب من الإناث نحو 43.4 % مقارنة بنحو 12.7% للمتوسط العالمي، وكذلك تتركز بطالة الشباب في الدول العربية في أوساط المتعلمين الذين يشكلون في بعض الدول نسبة تصل إلى نحو 40% من إجمالي العاطلين عن العمل، وفي الداخلين الجدد لسوق العمل الذين يواجهون تحديات ملموسة في الحصول على فرص عمل. وأشار الصندوق في تقريره إلى أن بطالة الشباب تعد من أهم التحديات الاقتصادية التي تواجه كثيرا من دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء، مبينا أن التقديرات الصادرة عن منظمة العمل الدولية تشير إلى وجود 75 مليون شاب عاطل عن العمل على مستوى العالم.