في استمرار لمسلسل اعتداءاتهم على المؤسسات الأكاديمية، ومحاربتهم كل مراكز التنوير الثقافي والحقوقي، عمد بعض أتباع جماعة الحوثيين المتمردة إلى مداهمة مبنى مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إذ اقتحموا المبنى واستولوا على ما فيه من أجهزة كمبيوتر وطابعات. وقال المركز في بلاغ صحفي، إن عناصر الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي أقدمت على نهب كل محتويات المركز عقب اقتحامه والتمركز فيه منذ شهرين تقريبا. وحمّل المركز في البلاغ الجماعة المتمردة المسؤولية الكاملة عن أعمال النهب التي تعرض لها المركز، محتفظا بحقه القانوني في مقاضاة من قام بهذا الاعتداء السافر على منظمة مجتمع مدني مستقلة، عادا هذا بلاغا للنائب العام والجهات الأمنية المعنية .ص ويقول المحلل السياسي أحمد الجفري ل"الوطن"، "ليس غريبا أن يقدم متمردو جماعة الحوثي على مهاجمة مثل هذا المركز، لأسباب واضحة ولا تحتاج إلى تأكيد، لأنه أحد أبرز مراكز التنوير الثقافي والحقوقي في اليمن، ومثل هذه المراكز تهدد سلطات الانقلاب الفاشية، لأنها تساعد المواطنين على معرفة حقوقهم، وتدعوهم إلى المطالبة بها. وجماعة الحوثي التي يدرك الجميع أنها عبارة عن تجمع لكثير من الجهلاء والبسطاء، الذين لم ينالوا حظا من التعليم، لا تدرك أهمية وجود مثل هذه المراكز الثقافية والأكاديمية في إثراء الحركة الفكرية، وأهميتها في إثراء النشاط المعرفي ورفع مستوى الوعي الاجتماعي. ودعا الجفري كل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية، داخل وخارج اليمن، إلى سرعة التصدي للممارسات الهمجية التي يرتكبها المتمردون الحوثيون، مشيرا إلى أن السكوت عن تلك الممارسات يغريهم ويشجعهم على ارتكاب مزيد من التجاوزات، ما يهدد الحياة الثقافية والمدنية في اليمن.