بات في حكم المؤكد الغياب القسري لنحو 15 ألف طالب وطالبة، من مدارس محافظة سراة عبيدة التعليمية، عن مدارسهم الأصلية في قطاعي تهامة قحطان، والمدارس الواقعة في مدينة ظهران الجنوب، وما يتبعها من مدارس في تهامة نتيجة الأحداث الجارية بالحد الجنوبي. وعلمت "الوطن" من مصدر مطلع أن اجتماعات متتالية تعقد في الإدارات العامة للتعليم بجازان وعسير ونجران، ومحافظتي صبيا وسراة عبيدة التعليميتين لتحديد ضوابط الدراسة بمدارس هذه المناطق والمحافظات. ورجحت المعلومات أن الدراسة ستبدأ مع انطلاقة أول يوم دراسي على مستوى المملكة، فيما تقرر لسلامة وأمن جميع منسوبي التعليم ببعض مدارس محافظة سراة عبيدة التعليمية، والهيئة الإدارية والتعليمية وطلاب وطالبات تلك المدارس، توأمة مدارس تهامة قحطان ومدينة ظهران الجنوب مع مدارس قطاع سراة عبيدة لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع، بحسب البعد عن المدرسة المستضيفة. ومن المتوقع أن يشمل الإجراء جميع مدارس الحد الجنوبي الواقعة في الخط الأحمر. وتعني التوأمة انتقال طلاب وطالبات تلك المدارس إلى مدارس جديدة، بعيدة عن التهديدات. ولم يغفل المصدر التأكيد على أن وسائط النقل ستكون مفتوحة للطلاب، حيث ستصرف لهم جميعا "طلاب وطالبات" إعانة يومية مقطوعة في نهاية كل شهر هجري، على أن يترك تقدير المبلغ لوزارة التعليم. التقييم أسبوعيا وأكد المصدر أن عودة المعلمين الأسبوع المقبل ستكون في المدارس المستضيفة، وأن الإجراء سيتم تقييمه أسبوعيا. يذكر أن الخطة التنفيذية اشتملت على خيارات متعددة في تقديم العملية التعليمية، وحافظت على حقوق الطالب الأساسية، في الحصول على التعليم بالاتصال المباشر بمعلميه من خلال مشروع التوأمة بين المدارس. ووفقا للنجاح الذي حققته تجربة التعليم الإلكتروني خلال العام الماضي، فسوف تستمر في تقديم خيار التعليم الإلكتروني كأحد أهم البدائل التربوية في توفير التعليم وتقديمه لجميع الطلاب والطالبات، كما سيتم خلال هذا العام تفعيل بدائل تعليمية إلكترونية أخرى كقنوات دروس التعليمية وقناة عالي الفضائية، والاستفادة من منصات التعليم عن بعد "جسور". وبحسب الخطة فسوف تقوم قطاعات الوزارة بدورها في دعم إدارات التعليم والمدارس للقيام بدورها التعليمي. شكاوى لإيقاف الخطة إلى ذلك، أدى التحفظ حول البدائل التعليمية لمدارس ظهران الجنوب الحدودية وعدم الإعلان عنها بشكل رسمي إلى قيام بعض أولياء أمور طلاب وطالبات التعليم العام بمدينة ظهران الجنوب برفع عدد من الشكاوى للجهات المعنية في وزارة التعليم وإمارة منطقة عسير، لإيقاف الخطة التي تبنتها الإدارة العامة للتعليم بعسير، وتسربت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضم أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة لمدارس مركز الحرجة، مع انطلاقة العام الدراسي الجديد الشهر المقبل. وقالوا إن ذلك التوجيه- إن طبق- فسوف يعرض أبناءهم للخطر المباشر جراء سقوط القذائف العسكرية على المدينة ومدارسها. وطالب محمد حسين الوادعي، ولي أمر طالبة، مسؤولي التعليم بعسير بمقابلة الأهالي وإقناعهم بالخطط غير الواضحة. وقال: يجب أن ترسل خطابات رسمية لمكتبي التربية والتعليم للبنين والبنات بظهران الجنوب حول البدائل التعليمية، وأن يؤخذ رأي المسؤولين عن التعليم في المحافظة حول خطورة ذهاب الطلاب والطالبات لمدارس خارج مدينتهم، التي تشهد على مدار الساعة سقوط قذائف الغدر بشكل عشوائي. التوجيهات بالواتساب وأضاف الوادعي: من المؤسف أن مواقع التواصل الاجتماعي كالواتساب تحولت إلى طريقة وحيدة إصدار التوجيهات بين مسؤولي تعليم عسير ومكتب تعليم البنات بظهران الجنوب بينما قذائف الحوثي تطال مساكن الأهالي والمدارس، وكأن المسؤول لا يدرك ما يحدث في محافظة أثبت أهلها صمودهم وشجاعتهم بالبقاء في منازلهم. وفي السياق ذاته، قال معيض الوادعي، ولي أمر طالب، إن تنقل الطلاب والطالبات في وسائل النقل، وبأعداد كبيرة من وإلى المدارس يمثل خطورة كبيرة على حياتهم. "الوطن" اتصلت بالمدير العام لتعليم عسير جلوي آل كركمان، وأرسلت إليه عدة رسائل نصية على جواله الخاص للتعليق على خطة الإدارة والبدائل التعليمية لطلاب وطالبات المدارس الحكومية في ظهران الجنوب، والتي جرى تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تقوم على دوام الطلاب والطالبات يومين في مدارس الحرجة على بعد 60 كم أو ثلاثة أيام عبر وسيلة التعليم عن بعد، ولكنه لم يرد. من جانبه، أكد مصدر مسؤول بمكتب التربية والتعليم بظهران الجنوب ل"الوطن" أنه لم تصلهم أي خطة للبدائل التعليمية في مدارس النطاق الأحمر بظهران الجنوب، فيما أكدت مديرة مكتب التربية والتعليم بظهران الجنوب ثبته الوادعي عدم وصول خطة لبدء العام الدراسي في مدارس البنات الحدودية بظهران الجنوب. وعممت مديرة مكتب التربية والتعليم بالحرجة صالحة المقداد خطة توأمة مدارس ظهران الجنوب مع مدارس قطاع الحرجة مع انطلاق العام الدراسي الجديد.