كشف المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، عدنان حزام، أن زيارة رئيس اللجنة، بيتر ماورير، الذي وصل أمس إلى صنعاء، تأتي حرصا منه على الاطلاع بنفسه على الأحوال والأوضاع الإنسانية في المدينة، ضمن برنامج زيارته الميدانية لليمن، التي تستمر لثلاثة أيام. وقال حزام في حواره مع "الوطن" إن المسؤول الدولي سيُجري مباحثات مع الأطراف اليمنية، لتسهيل عمل اللجنة في البلاد: هل تنحصر جهودكم فقط في تقديم المساعدات الغذائية كما يظن كثيرون؟ بداية لا بد من القول إن الوضع الإنساني في اليمن سيئ للغاية، ولدينا كثير من التقارير التي تُظهر حجم الدمار والضرر في كل من عدن، وتعز، وصعدة. ونحن في اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقوم عبر مكتبنا في عدن بتقديم خدمات إنسانية من خلال توزيع المساعدات الغذائية على المتضررين، وانتشال الجثث من الشوارع، ونقل الجرحى من الطرفين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ولدينا مستشفى جراحي في مدينة المنصورةبعدن وقد قامت أطقمنا الطبية بمعالجة العشرات من جرحى الصراع الدائر في عدن ولحج. كما أننا نعمل على تأهيل وإصلاح شبكة أنابيب المياه في المدينة. ونتوسط لتسهيل تبادل الأسرى بين الجانبين. قمتم أخيرا برعاية اتفاق لتبادل الأسرى بين الحوثيين والمقاومة، حدثنا عن هذا؟ ليست رعاية بالمفهوم العام، نحن فقط قمنا بعملية تسهيل نقل سبعة أشخاص من عناصر الحوثيين، كانت المقاومة قد سلمتنا إياهم، وقمنا بنقلهم من عدن إلى صنعاء عبر طائرة خاصة باللجنة، بعد أن طلب منا الطرفان ذلك، فنحن قمنا بدور إنساني محايد. وهو الدور الذي اقتصر فقط على الأشخاص المطلق سراحهم. ولم نشارك في أجراء المفاوضات بين الطرفين. هل تم التنسيق مع التحالف العربي بخصوص العملية، وما هوية من قمتم بنقلهم؟ بالتأكيد فعلنا ذلك، وتم التواصل مع التحالف ومع جميع الأطراف. أما بالنسبة لهويات من قمنا بنقلهم، فنحن في اللجنة لا نهتم بهوياتهم، وننظر إليهم كبشر كانوا محتجزين وأطلق سراحهم، وليس لدينا تفاصيل عن المفاوضات التي تمت، وما يهمنا فقط هو أننا قمنا بدورنا الإنساني بغض النظر عن هوية ومناطق هؤلاء الأشخاص. ما المأمول من زيارة رئيس اللجنة الدولية، بيتر ماورير، إلى اليمن؟ رئيس اللجنة وصل إلى صنعاء في زيارة تستمر ثلاثة أيام، وتشمل كذلك مدينة عدن، هو سيطلع بنفسه على الأوضاع الإنسانية والمعاناة التي يعيشها المدنيون في البلاد، وسيجري كذلك محادثات مع جميع الأطراف اليمنية، والبحث في تسهيل عمل فرق اللجنة، وسيعقد مؤتمرا صحفيا لإطلاع العالم على المأساة التي وصل إليها اليمن، ونأمل أن تؤتي هذه الزيارة أهدافها. ونتوقع أن تزيد اللجنة من حجم مساعدتها لليمن بنسبة كبيرة. كنتم قد أعلنتم عن مناطق موبوءة في عدن، هل لا يزال هذا التقييم قائما؟ ذلك الإعلان لم يصدر من جانبنا، وأعتقد أنه كان من منظمة الصحة العالمية. فنحن مهمتنا الأساسية تكمن في النزاعات، وهنالك منظمات أخرى مهتمة بالجانب الصحي، ولكن دورنا الأساسي الذي قمنا به في هذا الجانب هو إنقاذ حياة أكبر عدد نستطيعه، من خلال تزويدنا للمستشفيات في عدن وغيرها من مستشفيات المناطق المتضررة بالمواد الدوائية والمستلزمات الطبية الضرورية، وكذلك قيامنا بإجراء حملات نظافة في عدن، للحد من انتشار الأمراض المعدية والمنقولة، خصوصا أن المنظومة الصحية في عدن كانت على وشك الانهيار، وكانت هناك صعوبات في إدخال الأدوية والبضائع وتوزيعها. ما أبرز المعوقات التي تواجهونها في عملكم؟ الوضع الأمني غير المستقر هو أبرز المهددات التي واجهتنا ولا تزال، لكننا نتغلب على هذا من خلال المحادثات التي نُجريها مع جميع الأطراف لتسهيل عملنا والحصول على ضمانات لفرقنا الميدانية وعدم استهدافها. وبشكل عام وحتى أكون دقيقا أكثر أن جميع الأطراف سواء أكانت في داخل اليمن أو خارجة كانت تتعامل معنا بشكل إيجابي. هل تعرضت عناصركم لأي اعتداءات أثناء ممارسة عملهم؟ تحصل أحيانا بعض الحوادث الأمنية، لكنها ليست بالكثيرة أو الكبيرة، لكن هنالك واقعة مقتل أربعة من متطوعي الهلال الأحمر، من شركائنا في العمل الإنساني والميداني، الذين قتلوا خلال الفترة الماضية، وهم يقومون بعملهم الإنساني والإسعاف الطبي للجرحى وهذا أمر محزن للغاية. تعملون على نقل جثث المتحاربين، حدثنا عن هذا الجانب؟ نقل الجثث مسؤولية أخلاقية وقانونية، وهي في الأصل من مسؤوليات السلطات والجهات المتصارعة، وعلى جميع الأطراف أن تحترم كرامة الإنسان حيا كان أو ميتا، واحترام القانون الدولي. واللجنة قامت عبر مكتبها في عدن بعمل استثنائي في نقل الجثث، حيث انتشلنا في عدن وحدها 80 جثة، وأرسلنا فرقا ميدانية لبقية مناطق الصراع في المحافظات المجاورة. وذات الأمر بالنسبة لمدينة تعز، حيث شاركنا الهلال الأحمر في انتشال الجثث من شوارع المدينة.