أشار سكان محليون في القرى النائية الواقعة بالضاحية الغربية لمدينة الحوطة إلى أن العشرات من مسلحي التمرد قتلوا أثناء محاولتهم الفرار صوب محافظة تعز، فيما أقدم آخرون على الانتحار عقب إغلاق مقاتلو المقاومة منافذ الهروب. وأشار شهود عيان إلى أنهم عثروا على جثث عدد كبير من المتمردين ملقاة وسط المزارع، والى جانبها أسلحة شخصية كانوا يمسكونها بأيديهم، ما يؤكد إقدامهم على الانتحار ورفضهم الاستسلام للمقاومة. وقال الشيخ علي الردفاني، وهو أمام مسجد في قرية مجاورة للحوطة، في اتصال هاتفي مع "الوطن" إنهم قاموا بدفن أربعة جثث لمقاتلين حوثيين، أقدموا على الانتحار بعد أن حاصرهم مسلحو القرية في أحد البساتين. مشيراً إلى أن قادة التمرد كانوا يعبئون مقاتليهم بأفكار ومعلومات مغلوطة عن المقاومة، ويخبرونهم بأن من يقبض عليهم سيعاملون بطريقة قاسية تجعلهم يفضلون الموت. مضيفا أن هذه المعلومات كاذبة غير صحيحة، وأن أسرى الحوثيين لدى المقاومة يُعاملون بطريقة إنسانية. وعن الهدف من نشر مثل هذه الأفكار في عقول مقاتليهم قال "الهدف يكمن في جعل مقاتليهم يقاتلون بشكل مستميت حتى الرمق الأخير، ولا ينسحبون أو يتراجعون". وكان قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي أكد إلى "الوطن" أنهم يتعاملون مع الأسرى الحوثيين الذين يسقطون بأيديهم وفق ما تمليه الشريعة الإسلامية ويقره الدين الحنيف، ويقدمون لهم الطعام والشراب، وأن المصابين منهم يلقون معاملة خاصة، ويوفر لهم العلاج المناسب، مؤكدا أن غالبية الأسرى تأثروا بتلك المعاملة الإنسانية، وأن أعدادا كبيرة منهم اختارت الانضمام للمقاومة الشعبية والقتال ضمن صفوفها. وفي صورة مغايرة تماما لما تقوم به المقاومة الشعبية، أكدت تقارير إخبارية موثوقة أن المتمردين الحوثيين أقدموا خلال الفترة الماضية على إعدام الكثير من أسرى المقاومة لديها، مشيرة إلى أن الثوار عثروا عقب انسحاب المتمردين من زنجبار والضالع وعدن على عدد من زملائهم بعد أن قام الانقلابيون بتصفيتهم، وأن غالبيتهم كانوا مقيدي الأيدي، وأن الرصاص أطلق من الخلف على رؤوسهم مباشرة. من جهة أخرى، نجا قيادي في المقاومة الشعبية من الموت، عقب تعرضه للحصار مع وكتيبته التي كانت تقوم بتمشيط بعض المناطق في محيط قاعدة العند الاستراتيجية التي استعادها الثوار يوم الاثنين الماضي، حيث واجه مقاومة عنيفة من مسلحي الحوثيين وصالح الذين حاولوا بكل قوتهم اغتياله، انتقاما منه بسبب الدور الكبير الذي لا زال يلعبه في صفوف المقاومة الشعبية، إلا أن وحدات أخرى من المقاومة قامت بإسناد شايع ورفاقه وفك الحصار عنه.