كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية في اليمن أن جماعة الحوثي الإرهابية باتت تواجه خطر التفكك والانهيار في عدد من جبهات القتال، مشيرة إلى أن الروح المعنوية لميليشيات التمرد في أدنى درجاتها، وذلك بسبب عدم الاهتمام الواضح الذي تبديه قيادات الحركة بمقاتليها. وكان قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي كشف إلى "الوطن" أن ميليشيات التمرد لا تبدي أي اهتمام بأرواح مقاتليها، وتستخدم أطفالا لم يبلغوا سن الخامسة عشرة، ويزودونهم بالمخدرات وحبوب الهلوسة التي ترسلها لهم السلطات الإيرانية لمساعدتهم على الصمود في ميادين المعركة. وزاد المخلافي بالقول إنه حتى في التعامل مع جثث القتلى من المتمردين، فإن جماعة الحوثي تستخدم أسلوب التمييز، حيث لا تهتم لسحب الجثث، وترفض حتى استلامها عندما يبعث بها الثوار إليهم، لكن إذا كان القتيل من أسرة مرموقة فإن المتمردين يبذلون جهودا كبيرة لأجل استعادتها.وتابع المخلافي بالقول "اضطررنا ذات مرة لنقل تسع جثث إلى مستشفى الثورة الحكومي، وقمنا بإعادة الاتصال بالمتمردين لتسلمها، ولكنهم قالوا إنهم يبحثون فقط عن أحد قتلاهم الذي ينتمي إلى أسرة مرموقة في صنعاء، وأن هناك علامة في وجهه. لم يسألوا عن الثمانية الآخرين وفي الأخير لم يأخذوهم ورجعنا ودفناهم.وأضافت المصادر أن السبب الرئيس في الانهيار الذي تعانيه قوات التمرد في الوقت الحالي يعود إلى انقطاع الاتصالات بين قيادة الإرهابيين وقواتهم الموجودة في الميدان، مشيرة إلى أن غارات التحالف العربي الذي تقوده المملكة أسهمت في قطع نظام الاتصالات، ودفعت بعدد من قادة التمرد إلى الانسحاب من ميدان المعركة والاختباء في الكهوف والجبال، ما أفقد قواتهم القدرة على التصرف، وصارت التعليمات العسكرية لا تأتي بانتظام، ما أدى إلى تصدع حقيقي في صفوفهم. وبات مسلحو الحوثي اليوم يقاتلون في جبهات مختلفة، كجزر معزولة، دون حد أدنى من التنسيق. ونقلت المصادر عن أسرى حوثيين أنهم لم يتلقوا أي توجيهات من القيادات في صعدة أو صنعاء لفترة طويلة، ما يشير إلى حالة التفكك في الميدان، والعشوائية، وانعدام القدرة على السيطرة. وأبانت أن هذا الوضع دفع العشرات من المتمردين إلى الاستسلام للثوار. وأثر هذا الواقع على وضع المتمردين على الأرض، ففي جبهة مأرب، على سبيل المثال، فقدت الميليشيات عوامل التنسيق بين جبهات صرواح والجفينة غرب المحافظة، وبين جبهة الجدعان بالشمال. وأصبحت الجبهات الثلاث تقاتل بمعزل عن بعضها بعضا. كذلك فإن سيطرة الانقلابيين على بعض المواقع في الجوف لم تدم طويلا نتيجة العشوائية التي أظهروها في الانتشار، ما كشفهم لطائرات التحالف فتعرضوا للقصف في معظم المواقف. وفي عدن، رغم دخول الحوثي وصالح في معظم أحيائها في وقت مبكر، فإنها لم تتمكن من إحكام السيطرة والاستمرار فيها لضعف الإدارة العسكرية، وانقطاع الاتصال مع مراكز القيادة في صعدة وصنعاء، وفقا لخبراء عسكريين.