تطرق العرض المسرحي "قال الراوي" الذي يقدم ضمن مسابقة أمانة منطقة المدينةالمنورة للعروض المسرحية في احتفالات "عيد طيبة 36"، لمناقشة الفوارق الاجتماعية بين حياة أهل القرى وحياة قاطني المدن الكبيرة، ودعا إلى الحفاظ على الموروث الشعبي القديم، وإحياء دور الحكواتي الذي أوشك على الاندثار. وناقش العرض المسرحي وهو من تأليف حامد الصيادي وإخراج يوسف الطاسان، واقع الحياة الاجتماعية المتمثل في العادات والتقاليد، والتفرقة بين الأبناء، إضافة إلى كيفية معالجة الاتجاه والفكر خاصة بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، وابتعاد الناس عن كثير من موروثهم الشعبي القديم. وبدأت حكاية العرض المسرحي برحلة راو "حكواتي" من أهل القرية كان يقطع المسافات ويجمع القصص من كبار السن أثناء رحلته في محاولة منه لإحياء تراث قديم، لكنه فوجئ بردود أفعال سكان المدن الذين لم يلتفتوا لمهنته، ما اضطره للتواري عن الأنظار بسبب ظهور قنوات وشبكات الاتصال الاجتماعي. وحكى العرض المسرحي قصة شقيقين كانا يعيشان في قرية، وانتقل واحد منهما إلى المدينة وانخرط في الأعمال التجارية حتى أصبح غنيا، بينما بقي الآخر في القرية يرعى المواشي، وبمرور الأيام استسلم ساكن المدينة لعوامل التمدن التي أشغلته عن أهله في القرية، وأنسته كثيرا من التقاليد الاجتماعية التي يحافظ عليها سكان القرى. واستكمل العرض المسرحي حكايته بأنه بعد مرور زمن نزل الرجل من القرية إلى المدينة بغرض شراء سيارة، ووجد أخاه قد تغير في عاداته وتقاليده الاجتماعية، بعد أن خرج من القرية وأصبح غنيا، فقام أخوه يحدثه ويعرفه عن العادات والتقاليد، ليقرب وجهات النظر بين المدن والقرى، إضافة إلى عدم التفرقة بين الأبناء وحتى إن اختلفت أمهاتهم، والانتباه على الأبناء حتى لا ينجرفوا إلى الفكر الضال والطريق إلى المخدرات. واختتم العرض المسرحي بإيصال رسالة تتمثل في أن المجتمع بحاجة إلى الحفاظ على الموروثات الشعبية القديمة وعدم الاستسلام للتمدن والعودة إلى الماضي الجميل، وما يحمل من عادات محمودة قديما مثل المسحراتي والحكواتي وحلقات العلم والحفاظ على الاجتماع في الأعياد والمناسبات.