يبدو أن الكويت تقف على حافة أزمة برلمانية وسياسية، وذلك بعد أن قام عضو في مجلس الأمة الكويتي بزيارة إلى لبنان، التقى خلالها بوالد عماد مغنية، المتهم ابنه بمحاولة اغتيال الأمير الراحل جابر الأحمد، واختطاف طائرة الجابرية التي أودت بحياة عدد من المواطنين الكويتيين. وتعالت الأصوات الشعبية المنددة بما قام به عضو مجلس الأمة عبدالحميد دشتي خلال زيارته الأخيرة للبنان ولقائه والد مغنية وتمجيد ما كان عليه ابناه عماد وجهاد. ونادى مئات الكويتيين في مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة أن يقوم مجلس الأمن برفع الحصانة عن دشتي، تمهيدا لمحاكمته على تصرفه الأخير إضافة إلى تهجمه على كل من السعودية والبحرين. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها العضو دشتي المثير للجدل، بممارسات تنطوي على استفزاز لمشاعر الكويتيين الذين يكنون للأمير الراحل جابر الأحمد الصباح تقديرا كبيرا، وسبق له أن دخل مجلس الأمة حاملا معه أسلحة في مشهد عدّه البعض ضربا من ضروب الاستفزاز. ومما يدل على عمق الأزمة البرلمانية الحالية التي ربما تتطور إلى أزمة سياسية، اضطرار رئيس مجلس الأمن الكويتي مرزوق الغانم لتسجيل موقف من زيارة دشتي إلى لبنان ولقائه والد المتهم بمحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل. وقال الغانم في تغريدتين كتبهما على حسابه في تويتر "تصرف النائب دشتي مرفوض وغير مسؤول واستفزازي، وبالتأكيد لا يصب في اتجاه تعزيز الوحدة الوطنية ولا يحاسب عليه أحد سوى النائب نفسه.. وأدعو الجميع إلى التمسك بالوحدة الوطنية وعدن الانجرار خلف أي تصرفات شخصية". وهذه من المرات النادرة، بحسب ما يتداول الكويتيون أنفسهم، بأن يلجأ رئيس مجلس الأمة إلى التعليق على تصرفات تصدر من أحد النواب، ما يدلل على عمق الأزمة المرتقبة. ومن شأن رفع الحصانة عن النائب دشتي إن تمت الشروع في النظر بالدعاوى المقدمة ضده من كل من البحرين والسعودية، نظير إساءته إليهما.