انتقد محللون يمنيون الهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة مساء الجمعة الماضية في اليمن، مشيرين إلى أن المنظمة الدولية تسرعت في إعلان الهنة من دون أن تحصل على الأدوات اللازمة لنجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة منها، والمتمثلة في إعلان المتمردين الحوثيين الموافقة عليها واحترامها، ووجود آليات واضحة تحدد طريقة التعامل مع الطرف المخالف الذي يقوم بخرقها. ورأوا أن التعويل على إعلان المتمردين الشفهي للهدنة من دون إقرار رسمي أتاح الفرصة لميليشيات التمرد كي تواصل اعتداءاتها على المدنيين. ويرى الأستاذ بجامعة عدن سالم الرويلي أن الأممالمتحدة اعتادت التعامل مع المتمردين الحوثيين بكثير من التساهل والتسويف. وقال "هناك تخبط كبير في عمل المسؤول الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ويبدو أنه يتسرع لتحقيق هدنة على أساس أن تحسب له كإنجاز شخصي، وما لم يتخل عن هذا الأسلوب فسوف لن يحقق شيئا، وعليه إدراك أن المتمردين الحوثيين لن يتجاوبوا مع الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، فهم يستفيدون من حالة الفوضى الموجودة حاليا في اليمن". وأضاف الرويلي "المتمردون الحوثيون لم يتجاوبوا مع الهدنة السابقة التي أقرتها قوات التحالف من طرف واحد والتزمت بها، واستغلوها كفرصة لإعادة تحريك قواتهم ومواصلة اعتداءاتهم على المدنيين في كل المدن والمحافظات اليمنية، وعطلوا وصول مواد الإغاثة لمدن عدن وتعز ومأرب، كأسلوب للضغط أكثر على المقاومة الشعبية، وشهد العالم كله تزايدا في الاعتداءات على المقاومة الشعبية. لذلك لم يكن غريبا أن يبادروا إلى خرق الهدنة الحالية". من جانبه، قال المحلل السياسي ناجي السامعي "تأملنا خيرا بتعيين المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولكن خابت كل تلك التوقعات، واتضح جليا أنه كسلفه جمال بنعمر في التساهل مع المتمردين الحوثيين والتراخي معهم، ويبدو أن هناك نهج للمجتمع الدولي والأممالمتحدة التي تراجع دورها كثيرا في الفترة الأخيرة، وفشلت في إيجاد أي حلول لكل المشكلات التي تعصف بدول المنطقة". ومضى السامعي بالتأكيد على أن اليمنيين ينبغي أن يعولوا على المقاومة المسلحة كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة، وقال "لا أرى فائدة في انتظار الأممالمتحدة بعد أن تنكرت لقراراتها التي أصدرتها بنفسها، ممثلة في القرار رقم 2216 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بالإجماع وبلهجة واضحة، وإجراءات محددة، ووضعته تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة فورا إذا لم يتم تنفيذ القرار. لذلك على الشعب اليمني أن يعتمد على سواعد أبنائه، وأن يدعم المقاومة المسلحة، التي باتت الطريق الوحيد لإرغام المتمردين الحوثيين على وقف اعتداءاتهم، والتراجع إلى مناطقهم الحقيقية، وعلى قيادة التحالف الدولي إذا أرادت تحقيق هذا الهدف أن تدعم الثوار بالأسلحة النوعية التي توجد توازنا في القوة بين الثوار والمتمردين، وسوف يقوم مقاتلو المقاومة بدورهم كاملا في طرد المتمردين ودفعهم للتراجع".