ما زال الغموض يكتنف مصير الهدنة الإنسانية التي تحدث عنها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي ما زال في مشاورات مع المتمردين في صنعاء، لليوم الثالث على التوالي. وبعد أن حذر من الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب اليمني، أعرب عن تفاؤله في التوصل إلي هدنه إنسانية في أقرب وقت. وقال "نأمل أن نتوصل في أسرع وقت إلى هدنة إنسانية، وتحدثنا مع كل الأطراف في هذا الأمر وما زلنا متفائلين أننا سنصل إلى ذلك. فنحن نكثف جهودنا من أجل الوصول إلى حل سلمي في هذه الأزمة التي أصبحت كارثية بالنسبة للشعب اليمني، خصوصا ما يتعلق بالقضايا الإنسانية"، مشيرا إلى أنه يرافقه خلال الزيارة فريق إنساني تابع للأمم المتحدة، برئاسة المنسق الإقليمي للقضايا الإنسانية. وأضاف ولد الشيخ "القضية المحورية هي حل سلمي يكون دائما، ويسمح برجوع القضية إلى طاولة الحوار وأن يرجع اليمنيين إلي العملية السلمية السياسية".وكانت مصادر مطلعة أكدت أن المبعوث الأممي ناقش مع المتمردين تنفيذ القرار رقم 2216، القاضي بانسحابهم من المدن التي احتلوها، بعد أن تمسكت الحكومة اليمنية بهذا الشرط قبل أي مشاورات قادمة حول الأزمة الراهنة في البلاد. في غضون ذلك، توقعت الحكومة اليمنية إبرام اتفاق قريب بشأن هدنة إنسانية تمتد حتى عطلة عيد الفطر، مشيرة إلى أن المحادثات تركز على تنفيذ القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن الدولي. وقال المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي في تصريحات صحفية إن الحكومة تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة. وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ القرار رقم 2216 تطالب بضمانات حقيقية بأن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها، مشيرا إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع. وأضاف أن الهدنة الإنسانية ستستمر حتى نهاية عيد الفطر.وكان المتمردون الحوثيون أبدوا استعدادهم لتنفيذ الهدنة. وقال المتحدث باسمهم، محمد عبدالسلام، الأسبوع الماضي في تدوينة على موقع فيسبوك إنه ناقش الأمر مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط. إلا أن مراقبين تشككوا في مصداقية الانقلابيين الحوثيين، ودعوا إلى التشديد على مسألة احترام الهدنة، وأن لا يتعامل معها الانقلابيون على أنها فرصة لتعزيز قواتهم، وتحريك أسلحتهم، على غرار ما فعلوا في هدنة الأيام الخمسة، التي فرضتها المملكة خلال شهر مايو الماضي، والتزمت بها قوات التحالف، بينما واصل خلالها المتمردون الحوثيون اعتداءاتهم على المدنيين في المحافظات والمدن اليمنية، إضافة إلى القيام بقصف الشريط الحدودي مع المملكة. وكانت الأممالمتحدة صنفت الأسبوع الماضي الحرب في اليمن بأنها أزمة إنسانية من المستوى الثالث، وهو أشد مستوياتها، وأيدت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الدعوات لهدنة إنسانية. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التشديد على احترام الهدنة من قبل المتمردين الحوثيين، وأن تنشئ الأممالمتحدة آلية فعالة لمراقبة التزامهم.