في الوقت الذي تطول طوابير الصائمين أمام محلات الفول في المنطقة الغربية قبيل غروب الشمس في شهر رمضان، فإنها تنعدم تماما في مدينة حفر الباطن (شمال شرق المملكة)، الأمر الذي دعا بعض مطاعم الفول إلى الإغلاق وإعطاء العاملين فيها إجازة، فيما استغلت أخرى غياب الزبائن لتجديد وصيانة محلاتها. يقول صادق بن مهدي أحد العاملين في محل فول، إن عملية البيع تتراجع في معظم أيام رمضان 90% وفي أيام أخرى حتى 95% مقارنة بالأيام قبل وبعد رمضان، لذا فهم يعتمدون غالبا على بيع السمبوسة فقط وعلى عدد قليل من الزبائن وبالذات من المواطنين القادمين من الغربية، ويشير إلى أن السكان في حفر الباطن يحرصون على زيارة محلات الفول في غير رمضان وأكثر الأوقات شعبية هو بعد صلاة الفجر ثم ينقص الزبائن تدريجيا حتى منتصف اليوم، بينما يكون البيع مساء جيدا ولكنه غالبا أقل من الصباح، مشيرا إلا أن طبق الفول عموما يفضل صباحا وليس مساء عند أهل المدينة ولذلك يقل الطلب عليه مغرب رمضان، كما لم يخف أن تفضيل السكان للوجبات المشهورة كالرز والدجاج ومثيلاتها على مائدة الفطور، سبب آخر لغياب طبق الفول. وفي محل فول آخر نجده أُغلق بالكامل خلال شهر رمضان للأسباب نفسها كما يبدو، حيث مثل رمضان فرصة ثمينة للمحل من أجل إعادة الترميم والصيانة بالكامل بعد 11 شهرا من العمل اليومي الشاق الذي يبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة. يقول حامد النافع وهو إمام مسجد تقام فيه مائدة إفطار الصائم يوميا، إنه يتعامل مع أحد محلات الفول لتحضير جميع الوجبات وإيصالها للمسجد خلال رمضان، مضيفا أنه بالرغم من أن المحل متخصص في بيع الفول إلا أن الإفطار لا يحتوي على الفول، لأنه وبعد تجارب سابقة اتضح أنه حتى الأجانب يفضلون وجبات مثل الأرز والدجاج، الأمر الذي دفع الفوال لتحضيرها من أجل استمرار البيع في رمضان وعدم الاعتماد على تحضير الفول فقط. ويقول سالم الشمري إن طبق الفول غير مفضل ولا يحظى بأي شعبية لدى سكان مدينة حفر الباطن في شهر رمضان، بخلاف شعبيته وزيادة الطلب عليه في مدن أخرى كما هو حال محلات الفول في المنطقة الغربية، مضيفا بأن طبق الفول غالبا ما يفضله الناس صباحا في غير رمضان ولا يفضلونه على مائدة الفطور الرمضانية، في حين يفضلون وجبات أخرى مثل الرز واللحم أو الدجاج والمكرونة وحساء العدس "الشوربة". ويشير الشمري إلى أن أهم الأطباق الشعبية التي تكتسح سفرة رمضان وتتغلب على الفول هو طبق "الثريد" أو ما يسمى باللهجة العامية ب"التشريب" ويحتوي على خبز التنور أو الصاج المقطع إلى قطع صغيرة مع قطع اللحم أو الدجاج ويسكب فوقها المرق الأصفر وأحيانا بالأحمر في حالة إضافة خضار الباميا.