إذا ما تطرقت إلى معرفة البعد المعرفي والتاريخي ل"الديكوباج"، فهو صيني عرف في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكان يستخدم لتحويل الورق القديم إلى لوحات فنية، لها جمهورها وعشاقها. الملفت وأنت تبحث في فن "الديكوباج"، أن عليك أن تيمم شطر مدرب هذا الفن في المملكة، التشكيلية خديجة عبدالرحمن صباحي التي قابلناها مصادفة بين جدران فعاليات المنطقة التاريخية المقامة هذه الأيام في جدة. معرضها غير الدائم في جدة القديمة يحتوي على أصناف عدة من أعمال "الديكوباج"، فقد استطاعت عبر هذا العمل الحرفي الحر، صناعة عشرات التحف الفنية المستظلة تحت إطار هذا الفن، كما تلفتنا إلى معلومة تاريخية مهمة هي ارتباطه بمنطقة سيبيريا. لم تكتفِ صباحي بعد تقاعدها كمعلمة لمادة التربية الفنية لثلاثين عاما، بالمكوث في منزلها والاكتفاء براتبها التقاعدي، بل شكّل لها ذلك مرحلة جديدة من الإنجاز الفني من خلال تطوير فن "الديكوباج" على طريقتها الخاصة لتنتج عشرات من القطع الفنية التي أخذت بأفئدة زواها قبل أنظارهم. بعد تقاعدها من التعليم، امتهنت تدريب الفتيات على فنون الرسم وصناعة التحف، هذا الانعكاس الفني لحالتها يتمثل في أن ممارستها الماضية، كانت لا تخرج عن نافذة الهواية، لكن الديكوباج أصبح اليوم فنا يدر عليها أرباحا مالية. وبحسب المصادر التاريخية المختلفة، فإن "الديكوباج" انتشر في مرحلته الثانية في فرنسا بالقرنين ال17 وال18، واشتهر أنه فن الفقراء لأن الإنسان استخدمه قديما لتزيين الأثاث القديم بالمنازل وذلك بوضع القصاصات على الأثاث ثم دهنها بالورنيش. وتعطي صباحي بعض ملامح "الديكوباج"، حيث يعتمد على قص الصور ولصقها في التحف والأواني المنزلية، بطريقه فنية، بل وتحرص على اختيار نوادر الصور والشعارات التي تبرز العمل. وحينما سألتها "الوطن" عن رواج أعمال الديكوباج، أكدت أن له شعبيته، وأن قاعدة جمهوره تتسع مع مسار فعاليات "رمضاننا كدا 2"، لأنها تمزج القديم بالجديد، بل واستعانت لتطوير هذا الفن بالرسوم الحجازية المعروفة لتضيفها إلى خارطة أعمالها الفنية. مطالعة سريعة للشبكة الافتراضية الإلكترونية، تعطي هذا الفن رغم عدم تسليط الأضواء الفنية عليه.