عكس معرض الرسم على الاثاث الذي احتضنته مدينة جدة امس الاول حالة من الزخم والثراء الفني لما تميزت به الاعمال المشاركة فيه من جرأة وشجاعة لونية يمكن أن تضفي لمسة جمالية اضافية على الاركان والفراغات المختلفة في البيوت والمكاتب وغيرها، خالفت التجربة العرف السائد الذى يقوم على عرض الاعمال الفنية بصورة تقليدية اصبحت جافة للكثيرين، اذ قامت فكرة المعرض على التواصل الفعال و تبارى الفنانون المشاركون في ابتكار لوحات فنية بديعة على المفروشات التي ستعرض عند انتهائها للبيع وهو ما اعطى للتجربة مذاقا وحضورا لافتا. وحظي المعرض الذى شارك به 9 من نجوم هذا الفن بدعم ورعاية شركة البيوت والمفروشات والتى افتتح رئيس مجلس ادارتها قصي أسعد المعرض بحضور نخبة من نجوم الفن التشكيلي ورجال الاعمال والصحافة والاعلام . واثارت الاعمال الفنية المعروضة اعجاب الحضور للدقة في التصميم ومراعاة التوازن بين الخطوط والمساحات والعمق والالوان مع الاخذ بالاعتبار سحر الفراغات المختلفة في الرسم على قطع الاثاث لما تحدثه من اثر ايجابي في النفس . واشار إلى أن التصميم على الأثات له ضوابط وشروط، منها تحديد الهدف العام للرسم لاختلاف طبيعة الأثاث عن المواد الأخرى وكذلك نوعية الخامات والإكسسوارت والألوان المحببة للنفس. من جهتها، قالت نائبة رئيس مجلس الإدارة بادية أسعد إن الرسم على الأثاث فن ليس وليد اليوم وإنما يستمد جذوره الأساسية من فن الديكوباج قبل 800 عام أو ما يعرف بالفن الورقي القديم الذي عرف في الصين في القرن الثاني عشر الميلادي ثم ازدهر في فرنسا قبل القرنين السابع والثامن عشر الميلادي . وأشارت إلى أن هذا الفن في صورته الأولية كان يهدف إلى تجديد الأثاث القديم وتزيينه باستخدام قصاصات من الرسومات ولصقها على الأثاث ثم دهنها بطبقة ورنيش شفافة من أجل الحفاظ عليها. وقد بيعت الكثير من قطع الأثاث بسعر مرتفع لقناعة المشترين بأنها رسمت باليد وليست عمل ديكوباج. من جهتهم، أعرب الفنانون المشاركون في المعرض عن سعادتهم البالغة بالاشتراك في المعرض، واشاروا الى إنه يؤسس لإثراء تجربة الرسم على الأثاث على مستوى المملكة في المرحلة المقبلة.