لم تكن أبرار عابد (22 عاما) خريجة قسم الصحافة في جامعة الملك عبدالعزيز ترغب في تقديم مشروع عابر لتخرجها، بل فكرت بعمق بالمشروع الذي من الممكن أن يجعلها تبدع وتنفذ فيه إمكانياتها وفقا لمجال تخصصها الصحفي. وعكس ما تنفذه الطالبات من مشاريع جماعية كان مشروع أبرار فرديا، إذ بدأت الفكرة باختيارها موضوعا قريبا لها، كونها هاوية للتصوير الفوتوغرافي ولبعض الأعمال الحرفية اليدوية وللفنون بشكل عام؛ مثل تصميم الديكور، الجرافيك الإلكتروني. تقول أبرار عابد إن فكرة مشروعها عبارة عن مجلة تحت اسم «ديكوباج» لعرض فنون وإبداعات سعودية وعربية وعالمية، وتبحث المجلة عن الفنانين وتعرض لأعمالهم وإبداعاتهم، وتضيف «أعمل على تحرير الكثير من المواد المعروضة بنفسي، كما نفذت حوارات ميدانية مع عدد من الفنانين التشكيليين والمصورين والمصممين، بالإضافة إلى أعمال صحفية قمت باختيارها وعرضها في المجلة، حيث قمت بعمل المحررة والمعدة والمخرجة لها». الفن الفقير عن سبب اختيارها لاسم (ديكوباج) عنوانا للمجلة تقول: الديكوباج أحد الفنون الجميلة والبسيطة التي يسهل استخدامها ولا تحتاج إلى أدوات مكلفة، فهو فن ورقي قديم عرف في الصين ويطلق عليه اسم «فن الإنسان الفقير»، وذلك لأن الناس في السابق لم يملكوا القدرة على دفع تكاليف فنان يزين أثاثهم أو جدرانهم بالرسومات، فقاموا باستخدام قصاصات ومعاجين على أثاثهم لتضفي عليها شكلا جماليا. واستطردت أبرار بقولها: «واجهتني بعض الصعوبات مثل ضيق الوقت، فمشروع تخرجي في الفصل الصيفي الحالي وأتممته خلال شهر واحد بالرغم من أن تلك الفترة صاحبها تدريب التخرج المكثف، فقد كنت في صراع مع الوقت في جمع المعلومات والشخصيات المناسبة للمجلة وإجراء الحوارات الصحفية والتقارير وتصميمها وإخراجها معا». لفتت أبرار إلى أن المجلة في 46 صفحة وتنقسم إلى 6 أبواب هي «قلم وريشة، عدسة وصورة، فيلم، تصميم، غرائب وعجائب ابتكار»، بالإضافة إلى اشتمالها على تقرير صحفي عن الخطاط الدولي جلال أمين، وخطاط المصحف الشريف عثمان طه، ومصممة الديكور هويدا سمسم، مع تدشين فلم الحارس الذي أقيم على مسرح جمعية الثقافة والفنون بجدة. وبينت أبرار أن المجلة احتوت على صور بعدستها، بالإضافة إلى موضوع عن فن الديكوباج وخطواته وتنفيذه على الأواني، فضلا عن موضوعات مختلفة ومتنوعة عن عديد الفنانين، ونوهت بأنها حرصت على وضع تعريفات بفن الجرافيك وتاريخ التصوير الفوتوغرافي وتدرجاته وكيفية التقاط الصورة.