استبقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإعلان الرسمي عن بدء الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها، حيث شرعت أمس في توزيع مواد غذائية على المدنيين في مناطق الاقتتال بمدينة عدن. ويبلغ حجم الشحنة التي دخلت المدينة حوالي 160 طنا ستغطي الاحتياجات الطارئة لحوالي 18 ألف شخص، وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في اليمن، ماري كلير فغالي "يعيش سكان المدينة تحت وطأة المعاناة الشديدة منذ ثلاثة أشهر. وحيثما تذهب في عدن، تجد نقصا حادا في المواد الغذائية، ومن الضروري أن نقوم بتوزيع هذه المواد الإغاثية الطارئة دون تحيز في مناطق الاقتتال وبالاتفاق مع كل الأطراف". وكانت أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير بسبب المعارك والقتال الدائر في المدينة، والعوائق التي تفرضها الأطراف المتقاتلة هناك، لكيلا تصل البضائع إلى عدن. حيث أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، والبعض منها لا يستطيع الحصول على المواد الغذائية لبيعها. وعلاوة على ذلك، لا يتمتع الأشخاص بحرية الحركة التي تمكنهم من الحصول على المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق، نظرا للقتال العنيف الذي تشهده المدينة. وبالتالي فإن غالبية السكان الذين يفوق عددهم المليون نسمة يعتمدون على ما تأتيهم من المساعدات الإنسانية في وقتها المناسب. وقالت فغالي "لن تغطي المواد الغذائية التي تم توزيعها اليوم الاستجابة لكل الاحتياجات إلى حد بعيد. فنحن نريد أن نوفر المزيد من السلع الأساسية للسكان ويتوجب على جميع الأطراف السماح لنا بالقيام بذلك. ويجب أن تفي تلك الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المدنيين إلى المياه النظيفة، والغذاء، والرعاية الصحية بشكل أمن". واختتمت تصريحاتها بالقول "في البيئة المحيطة، لا يزال تقديم أشياء أساسية كالغذاء يشكل تحديا كبيرا، غير أننا سنستمر في التنسيق مع كل الجماعات والأطراف المسلحة في عدن، لضمان تسليم وتوزيع الإغاثات الطارئة للمحتاجين دون تحيز". ووزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على مدى الأسابيع الماضية، المواد الغذائية على الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، إلى جانب مستلزمات النظافة لتمكين السكان من الحفاظ على النظافة الجيدة ومنع انتشار الأمراض. إضافة إلى توزيع الأدوات المنزلية الأساسية للأسر النازحة .. ودعوات للاستفادة من الهدنة الإنسانية لدعم المدنيين دعا محللون يمنيون إلى ضرورة تجاوز الاختراقات التي حدثت إبان هدنة الأيام الخمسة التي أقرتها قيادة التحالف الذي تقوده المملكة، والتزمت بها بصورة تامة، مقابل تجاوزات عديدة للمتمردين الحوثيين، الذين دأبوا على مهاجمة المدنيين، واستغلوا أيام الهدنة لتعزيز قدراتهم القتالية وتحريك آلياتهم العسكرية. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، صادق سالم "على المجتمع الدولي أن يكون أكثر حسما وحزما هذه المرة مع المتمردين، وأن لا يسمح لهم بمواصلة التسويف كما حدث خلال الهدنة السابقة. فالحوثيون لم يتوقفوا عن قتل المدنيين، واستغلوا الفرصة للتزود بأسلحة جديدة، كما تمكنوا من توجيه كافة سفن الإغاثة نحو المناطق التي يسيطرون عليها، وفي الوقت نفسه منعوا دخول أي مواد إنسانية إلى محافظاتعدن وتعز". وأضاف سالم "حتى إذا اضطرت قيادة التحالف إلى نقض الهدنة ورفض الالتزام بها، لا يجب أن نسمح للحوثيين بتدعيم قواتهم العدوانية ضد الشعب اليمين، وفي ذات الوقت على المقاومة الشعبية أن تكون في قمة الوعي، وأن ترد فورا على كل تجاوز حوثي، وأن لا تكتفي بالشجب والإدانة وإبلاغ المجتمع الدولي، بل عليها أن ترد على كل عمل عسكري بمثله، فقد أثبتت التجارب أن المتمردين لا يجيدون سوى التعامل مع أسلوب الضغط، لأنهم لا يعيرون أي احترام للمجتمع الدولي".