أكد ديبلوماسيون مصريون أن الأمة العربية فقدت بوفاة الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي السابق، رجلا فريدا، شارك ببراعة في صياغة ملامح السياسية الخارجية العربية على مدار عقود طويلة. وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، خالص تعازيه للمملكة والأمة العربية في رحيل الفقيد، عادّا أن الدبلوماسية العربية فقدت أحد أبرز رموزها، مشيرا إلى أن مصر بصورة خاصة فجعت برحيله، فقد كان أحد أبرز الذين دعموا إرادة المصريين في ثورتهم الشعبية، وقال "زيارة الفقيد التاريخية لفرنسا ودوره في تحويل الموقف الدولي من الثورة المصرية لا يُنسى"، لافتا إلى أنه فقدٌ لكل العرب. بدوره، قال وزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، إن الأمتين الإسلامية والعربية فقدتا أحد أبرز فرسان ديبلوماسيتها، ووصف الفقيد بأنه كان صاحب تاريخ مشرف، حريصا على وحدة الأمة ومنحازا إلى قضاياها الرئيسة، خصوصا القضية الفلسطينية. من جانبها، قالت المستشارة الرئاسية السابقة، سكينة فؤاد، في تصريحات إلى"الوطن": "التاريخ لن ينسى الأدوار التي لعبها الفيصل، خدمة للقضايا العربية، بوصفه عميدا لوزراء الخارجية العرب، وبالنسبة لمصر فإن الفيصل لعب دورا في الحفاظ على عمق العلاقات بين البلدين، وبعد ثورة 30 يونيو، كان له الدور الأكبر في توضيح حقيقة الثورة الشعبية التي شهدتها مصر، ووظف لذلك كل حنكته وخبرته وعلاقاته القوية بصناع الديبلوماسية الغربية، ما ساعد في إعادة بعض الدول الأوروبية لنظرتها وموقفها من ثورة 30 يونيو، ما أسهم في تحجيم كل القوى التي حاولت التدخل في الشأن الداخلي المصري، وهذه المساندة أعطت لمصر قوة دفع في مواجهة ما كان يحاك لها من مخططات خارجية ومحاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، كما أنها مكنت مصر من التحرك بقوة وحرية واستقلالية في مواجهة الضغوط الخارجية التي سعت إلى فرض مواقف معينة ضد مصالحها". وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الزقازيق، الدكتور عبدالحكيم الطحاوي "الأمير الراحل، بحكم توليه منصب وزير الخارجية السعودية لأربعة عقود، كان بمنزلة صمام أمان للعلاقات العربية بصورة عامة، وكان له دور بارز في توحيد المواقف والرؤى بين القاهرة والرياض على كل الأصعدة، وحرص على أن يكون هناك تنسيق مستمر ومتواصل بين البلدين على مختلف المستويات، وتجلى ذلك في أبرز صوره مع وقوف المملكة إلى جانب خيارات الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو، ومساندتها بكل أشكال الدعم في المحافل الدولية كافة، وعلى شتى مناحي العلاقات بين البلدين".