تعد جزيرة الأمير إدوارد من أصغر مدن كندا، وهي من المدن الكندية ذات النشاط الإسلامي المحدود، فعلى الرغم من وجود مسجدين في وسط الجزيرة إلا أنه لا وجود لأي جمعيات أو منظمات إسلامية ذات نشاط ملموس، ويصل عدد المبتعثين هناك إلى 40 طالبا مع مرافقيهم، يجتمع غالبيتهم لتناول الإفطار وأداء الصلوات في مكان خصصه لهم النادي الطلابي السعودي. يعاني المبتعثون هنا من صعوبات في الدراسة حيث تمتد ساعات الصيام إلى أكثر من 18 ساعة، ما دفع سكان المدينة للتساؤل عن كيفية احتمالهم الصيام طوال هذه الفترة. يقول المبتعث ياسر العشرة ل"الوطن" إنه يخصص يومي الجمعة والسبت للاجتماع مع أصدقائه، حيث اعتادوا على الإفطار سويا، فيما يقضي بقية أيام الأسبوع مع عائلته، إضافة إلى إنهاء واجباته الدراسية، ويشتكي من عدم توافر بقالات عربية حيث يضطر بعض المبتعثين إلى الذهاب لبعض المدن المجاورة لشراء بعض المستلزمات من المتاجر العربية، ومن ثم ينسق مع زملائه في بعض المدن لشراء وإرسال بعض المواد الغذائية لهم. أما المبتعث عمار ياسر خياط فيقضي وقته في رمضان بمراجعة دروسه الجامعية فترة الظهيرة، ويقرأ القرآن مساء، ويتناول إفطاره مع أصدقائه. وقال "فترة الصيام هنا طويلة جدا فهي تصل إلى 18 ساعة، والجهد يكون مضاعفا، إذ تكثر الواجبات المنزلية والدينية والدراسية، لأننا الآن ندرس في الفصل الدراسي الصيفي، فكما هي الحال بالنسبة لي، فإن هناك طلابا تكون جداولهم مزدحمة في شهر رمضان بالواجبات المدرسية والواجبات الدينية، فالمبتعث الأعزب مسؤول عن إعداد طعامه بنفسه بعد الانتهاء من الجامعة وهذا يتطلب مجهودا مضاعفا". المبتعث عبدالرحمن فواز العتيبي يقضي معظم وقته في الجامعة ويحرص على ممارسة بعض الأنشطة الرياضية مثل لعب كرة الطائرة. يقول "نحن كمبتعثين نفتقد صوت الأذان وصوت تكبيرات صلاة التراويح التي كانت تعطي شهر رمضان أجواء روحانية خاصة". وأضاف: سكان المدينة متعاونون معنا وزملائنا من غير المسلمين يقدرون شعيرة الصيام فهم لا يأكلون أو يشربون أمامنا، ويتساءلون دائما كيف نتحمل الصيام كل هذه الساعات، فنجيبهم بأن هذه عبادة مفروضة وكل شيء لا يضيع عند الله". من جانبه، اعتبر المبتعث فهد محمد الردادي أن الأيام الأولى في شهر رمضان كانت الأصعب فالوقت كان يمر بصعوبة، ولكن مع مرور الأيام بدأ يتأقلم على الأجواء الرمضانية. وأضاف "منذ أن بدأ الشهر الكريم وأنا أحرص على أن أتناول الإفطار مع زملائي المبتعثين، ولا أزال أفتقد تلك الأجواء التي اعتدت عليها في الحرم النبوي كوني من المدينةالمنورة، كما أنني اشتقت لأداء العمرة في شهر رمضان التي اعتدت على تأديتها عندما كنت في المملكة". وتابع "ما أدهشني في الجزيرة أن سكانها يعرفون الكثير عن الدين الإسلامي وعن شهر الصيام ولذلك وجدت من الناس هنا كل تقدير واحترام". ويرى عبدالله بن وليد السبهان أن رمضان في جزيرة الأمير إدوارد متعب ولكنه ممتع في الوقت نفسه. وأضاف "الحمد لله عدد الطلاب السعودين في تزايد. نتعارف فيما بيننا بسبب هذا الشهر الكريم فالكل يجتمعون في النادي السعودي لتناول الإفطار، وما يزيد الأمر متعة حضور إلينا بعض الطلاب المتزوجين ويتناولون الإفطار معنا ويحضرون معهم عددا من الأطباق الشهية".