أفسدت الإعلانات متعة الجمهور العربي في متابعة الماراثون الدرامي لهذا العام، وذلك لكثرة الإعلانات بنحو غير مسبوق عن المواسم الماضية، ما جعل بعض الفنانين يشبهون الوضع الحالي بأن الإعلانات باتت عرضا دراميا كبيرا تتخلله فواصل درامية ومشاهد من المسلسلات، في تهكم واضح على تغير الوضع وانقلاب الموازيين، بعيدا عن أي أسس أو معايير لاحترام العمل الفني أو المشاهد، ما دفع بالجمهور إلى الهرب نحو الإنترنت لمتابعة المسلسلات عبر "يوتيوب". وبينما تسعى الفضائيات للفوز بأكبر نسبة إعلانات واقتناص الصفقات التي تؤمن لها ميزانيتها طوال العام، إلا أن النقاد والفنانين وحتى الجمهور أكدوا أن هذا جاء على حساب المشاهد، وأبدى الجميع استياءهم الشديد من الوضع هذا العام، خصوصا بعد أن أصبحت نسبة الإعلانات في المسلسلات والبرامج تتجاوز أحيانا أربعة أضعاف مدة الحلقة وهو ما دفع بالجمهور إلى للبحث عن وسائل مشاهدة بديلة وهي الإنترنت عبر "اليوتيوب". الفنان عادل إمام أعلن في تصريحات له قبل يومين عن استيائه الشديد لما تفعله الفضائيات من طول مدة الإعلانات على حساب العمل الفني، مشيرا إلى أن هذا إهدار لقيمة الفن، لافتا إلى أن الإعلانات أصبحت هي الدليل الوحيد على نجاح أي قناة، بعيدا عن أي أسس أو معايير لاحترام العمل الفني أو المشاهد. أما الفنانة نبيلة عبيد فقالت إنها لم تعد تتابع أحداث الأعمال الدرامية عبر الفضائيات بسبب طول مدة الإعلانات بشكل غير مسبوق، ما دفعها للإنترنت لمتابعة الأعمال التي تحبها بدلا من مشاهدتها على الفضائيات التي لم تعد تهتم سوى بالمال فقط، على حسب قولها. من جهته، قال إيهاب طلعت، رئيس مجلس إدارة إحدى الوكالات الإعلانية، إن السوق الإعلانية في مصر ارتفعت عن العام الماضي نتيجة الاستقرار السياسي والاقتصادي، لا سيما بعد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ. وأضاف طلعت أن سعر الإعلان ارتفع بأكثر من 35% عن العام الماضي، متوقعا أن تتخطى السوق الإعلانية حاجز ال600 مليون جنيه خلال رمضان الجاري. الناقدة الفنية نهى جاد قالت ل"الوطن" إن زيادة الإعلانات بهذا الشكل "الفج" لم تؤثر فقط في المشاهد ولا متعته ولا حتى احترامه، ولكن أيضا في احترام العمل الفني وصناعته، لا سيما بعد أن قامت بعض القنوات بإلغاء تترات المسلسلات بسبب ضغط الإعلانات باعتبار أن التترات لا قيمة لها، وهو أمر يهين صناع العمل الدرامي بالكامل.