بعد مرور عامين على تورط شخص في قتل زوجته وأبنائه الأربعة بمحافظة شرورة، أسدلت رئاسة محاكم منطقة نجران الستار على القضية، وأصدرت حكما تعزيريا يقضي بقتل الجاني. وعلمت "الوطن" من مصدر قضائي مطلع أن صكا شرعيا يحمل الرقم 361219417، تضمن إدانة المدعى عليه وقتله تعزيرا، لتعمده قتل زوجته وأبنائه الأربعة "غيلة" مستخدما سكينا حادة، بعد أن باغت كلا منهم بالخنق ثم نحرهم بطريقة وحشية الواحد تلو الآخر. وأضاف المصدر "على الرغم من صدور تقرير طبي من مستشفى الصحة النفسية بالطائف يفيد بأن الجاني مصاب بالانفصام العقلي، إلا أن القضاة رفضوا تخفيف العقوبة، معللين ذلك بأن ما جاء في التقرير لا يصلح أن يكون أساسا لتحديد المسؤولية"، مؤكدين في صك الحكم أن الجاني كان متزنا ولم يظهر عليه فقدان عقله وكان مدركا لكل شيء يدور حوله. أصدرت رئاسة محاكم منطقة نجران حكما شرعيا يقضي بالقتل تعزيرا على رجل قتل زوجته وأولاده في حي صوعان بمحافظة شرورة قبل عامين، وهي القضية التي نشرت "الوطن" تفاصيلها وتابعتها، وأثارت الرأي العام في المملكة. وقال مصدر قضائي ل"الوطن" أمس إن "قضاة رئاسة محاكم منطقة نجران أصدروا حكما شرعيا بالصك رقم 361219417 وتاريخ 16 / 7 / 1436 تضمن إدانة المدعى عليه بقتل زوجته، وأولاده، ودرء حد الغيلة عنه وقتله تعزيرا". وأضاف أن "الجاني كما ورد في الحكم سلم نفسه في 19 / 10 / 1434 إلى مركز شرطة شرورة معترفا بقيامه بقتل زوجته وأولاده الأربعة، وبانتقال مدير شرطة المحافظة والأدلة الجنائية، ورئيس دائرة التحقيق والادعاء العام بشرورة اتضح أن مسرح الجريمة منزل شعبي مكون من غرفتين وصالة ومطبخ، وأن المدعى عليه قتل زوجته وأطفاله الأربعة بخنقهم مستخدما علاقة ملابس، ثم طعن رقابهم نحرا بسكين". وأبان المصدر أن "التقرير الطبي الصادر من مستشفى شرورة العام أوضح أن المجني عليها زوجة المدعى عليه أحضرت متوفاة للمستشفى، وبفحص الإصابة تبين بها جرح قطعي عميق في الرقبة ممتد في الجهة الأمامية للعنق، مع قطع في الأوردة والشرايين العميقة، والقصبة، والمريء، وجرح قطعي عميق بالرقبة، وبنفس الكيفية والأسباب قتل الأطفال الأربعة"، مشيرا إلى أن المتهم علل قتل أسرته بضيقه وضغوطات نفسية في الحياة. وأشار إلى أن "دائرة التحقيق والادعاء العام بالمحافظة ذكرت أن المدعى عليه يعاني من اعتلالات نفسية، وهو ما ظهر عليه أثناء استجوابه من بكاء وحركات تدل على عدم اتزان، فتم تحويله إلى مستشفى الصحة النفسية بالطائف، لعرضه على اللجنة الطبية الشرعية للكشف عليه، وتحديد مسؤوليته الجنائية، ومؤاخذته على تصرفاته من عدمه، خصوصا بعد أن أفاد بأنه كان يتعاطى مادة الإمفيتامين المحظورة قبل 12 عاما، وأنه قبل الجريمة بعام بدأ يسمع أصواتا غير مفهومة، وبدأ بعدها يستنتج أنه يجب أن يقتل أولاده، وأنه إن لم يفعل ذلك ستأتي صواعق وسحب فيها عذاب للمنطقة كلها". وأشار المصدر إلى أن "اللجنة الطبية النفسية الجنائية بالطائف أوضحت في تقريرها أن المتهم يعاني من مرض الفصام العقلي، ورأت تخفيف مسؤوليته الجنائية عما قام به، لكن قضاة الدعوى بالأكثرية رأوا أنه لم يظهر لهم خلال مناقشته في مجلس الحكم ما يدل على فقدان عقله، بل ظهر ما يدل على كمال العقل لديه". وأوضح المصدر أن "القضاة أوضحوا في الحكم أن أحوال البشر تتفاوت في كمال العقل، ولكن الجاني ظهر لنا متزنا ثابتا ومدركا للزمان والمكان، ومميزا للخير من الشر، كما أظهر ندمه على قتل المجني عليهم، إضافة إلى زواجه وإنجابه الأطفال، وأدائه الصلاة، وقيادته للسيارة، وغيرها من التصرفات التي لا يمكن للمجنون أو المعتوه ومن في حكمهما التصرف بنحوها، لذلك أصدروا حكما بقتله تعزيزا".