صدقت محكمة الاستئناف بمكة المكرمة أول من أمس على صك صادر من المحكمة العامة بمكة المكرمة يقضى بتطبيق حد الغيلة على مواطن خمسيني قتل أبناءه الثلاثة نحرا بالسكين بعد انفصاله عن زوجته. وقال مصدر قضائي وفقا لصحيفة الوطن إن "الجريمة تعود إلى العام الماضي، حيث أقدم مواطن خمسيني منفصل عن زوجته على قتل أبنائه هم بنتان واحدة عمرها ثلاثة أعوام، والثانية أربعة، وولد عمره ست سنوات، بعد أن استغل خروج أشقائه من المنزل الذي كان يقيم به معهم"، مشيرا إلى أن الجاني يعاني إعاقة جسدية جعلته مقعدا عن الحركة، ولا يستطيع الانتقال من مكان إلى آخر إلا بعكاز طبي". وأضاف أن "الجاني الذي كان يعاني مشكلات أسرية مع زوجته بشكل دائم، ما أدي إلى أن تطلب الطلاق منه، وتنفصل عنه، تاركة الأبناء الثلاثة له، ليعيش معهم في منزل أسرته". وأوضح المصدر أن "أوراق القضية تشير إلى أن الأب طلب من أحد أشقائه أخذ أبنائه الثلاثة معه، وعدم تركهم له، وهدد بقتلهم في حال بقائهم معه، ولكن الشقيق لم يكن يتصور أنه سينفذ تهديده، فيترك الأبناء بالمنزل، فقام الجاني بجلب سكين من المطبخ، وجذب الطفل ونحره، ثم نحر الطفلة، ثم أختها، وبعد أن تأكد من مفارقتهم الحياة أبلغ غرفة عمليات الدوريات الأمنية التي حضرت للموقع لتجد جثث الأطفال غارقة في الدماء، وفصلت الرؤوس عن الأجساد"، مشيرا إلى أن الجاني اعترف للجهات الأمنية بجريمته، مبررا فعلته برغبته في الانتقام من والدتهم، وحتى لا تراهم مرة أخرى. وأشار المصدر إلى أن "المحكمة أحالت المتهم إلى مستشفى الصحة النفسية للتأكد من خلوه من أي مرض، ولكن المستشفى أصدر تقريرا يؤكد فيه خلوه من أي مرض نفسي، وبناء على ما فعله المدعى عليه، وأقر به وهو بكامل أهليته المعتبرة شرعا، وما ذكر من وصف للوقائع أصدرت المحكمة العامة حكما بقتله بحد الغيلة، ثم صدق الحكم من محكمة الاستئناف بمكة المكرمة". من جهته، يري أستاذ القانون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عمر الخولي أن "ما قام به الجاني يعدّ جريمة حدثت نتيجة خلافات عائلية، ولا تدخل في دائرة العنف الأسري، وظهور مثل هذه الجرائم يدل على جهل البعض بالأنظمة"، مؤكدا أهمية أن تؤخذ التهديدات التي تصدر من البعض تجاه آخرين بمحمل الجد، والإبلاغ عنها وعدم الاستهانة بها. وأوضح أن "قيام الجاني بنحر أبنائه الثلاثة يدل على انحراف النفس، فلا يمكن لأي شخص سوي أن يقدم على ذلك الفعل إلا إن كان يعاني علة نفسية". وأكد الدكتور الخولي الحاجة إلى التثقيف بالأعراض النفسية البدائية التي يجهلها كثير من الناس، والتحذير من آثارها، ورفع الوعي بطرق التعامل مع التهديدات المختلفة التي ربما ينتج عنها ارتكاب جريمة، وذلك سيسهم في تقليل الجرائم المرتكبة في الوسط الأسري.