فيما يواجه اليمنيون في معظم المدن اليمنية، على مدار الساعة، خطر الموت برصاص الحوثيين ومدافعهم، حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من مخاطر انتشار مرض حمى الضنك الذي بات يهدد آلاف المدنيين، لا سيما في محيط مدينة عدن. وقالت المنظمة في بيان رسمي إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 3 آلاف إصابة بحمى الضنك في اليمن منذ مارس الماضي، مضيفة أن عدد الإصابات الفعلية ربما يكون أكثر من ذلك بكثير. وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان لينديمر في تصريحات صحفية إن بعض المنظمات الأهلية تبلغ عن أكثر من 6 آلاف حالة، وهذا هو ضعف الحالات المبلغ عنها رسميا. وتابعت المنظمة بالقول إن اليمن كانت تمكنت خلال السنوات الماضية من القضاء على المرض واستئصال أسباب وجوده، مشيرة إلى أن تفشي المرضي مرة أخرى يأتي في أوضاع صعبة جدا، تتمثل في انهيار وتعطل النظام الصحي، ونزوح أكثر من مليون يمني نتيجة الصراع والحرب التي تعيشها البلاد. مؤكدة أنها أنشأت غرفة عمليات في وزارة الصحة لرصد الحالات الجديدة، كما عززت عمليات الرصد الوبائي في المحافظات المتضررة، وقامت بتوزيع اختبارات التشخيص السريع، و100 ألف وحدة من سوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات اللازمة للعلاج في مستشفيات المدن المتضررة. ووفقا لمسؤولين طبيين، فإن مرض حمى الضنك انتشر بشكل كبير في المحافظات الجنوبية والشرقية، وتم تسجيل حالات وفاة بالعشرات خلال الفترة الماضية. وأن الأعداد قابلة للارتفاع بصورة أكبر. ونعى الوسط الإعلامي في عدن أواسط الشهر الجاري الصحفي بوكالة الأنباء الحكومية وجدان الشاذلي الذي توفي عقب إصابته بحمى الضنك. وفي محافظة شبوة، وتحديدا في مناطق جولة الريدة، وعزان، وجه الأهالي نداء استغاثة للتحذير من تفشي مرض حمى الضنك في صفوف السكان المحليين، إذ سجلت قرابة 800 حالة في مدينة جولة الريدة وحدها. وقالت مصادر طبية بمحافظة شبوة إن انعدام المحاليل الوريدية سيؤدي إلى وقوع كثير من حالات الوفاة في صفوف المصابين، ما لم يكن هنالك تدخل من قبل وزارة الصحة والمنظمات الدولية. أما في محافظة حضرموت فأشارت إحصائية رسمية قدمها مكتب وزارة الصحة والسكان بساحل المحافظة إلى رصد ما يقارب 130 حالة. في غضون ذلك، يجد مرضى الفشل الكلوي معاناة كبيرة في كثير من المدن، إذ يتوجهون من محافظاتعدن ولحج والضالع وأبين إلى حضرموت لإجراء عمليات غسيل الكلى، وذلك لأن محافظاتهم أصبحت مسرحا للعمليات منذ ثلاثة أشهر استباح فيها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المستشفيات. واستقبلت مراكز غسيل الكلى في حضرموت نحو 250 حالة، وهي مراكز أسست من قبل متطوعين قبل أربع سنوات وتحوي أجهزة ومعدات طبية حديثة خاصة بغسيل الكلى، وتستقبل يوميا ما لا يقل عن مئة حالة وتعمل على مدار الساعة. ولكن المحزن أن سبعة من المرضى القادمين من محافظات أخرى توفوا في طريقهم قبل الوصول إلى مراكز غسيل الكلى في حضرموت.