يفتقد الكثير من المبتعثين في دول العالم المختلفة الجو الأسري وروحانية رمضان التي اعتادوا عليها في أرض الوطن، لكنهم يعوضون حنينهم إليها باجتماعهم مع بعضهم على مائدة إفطار جماعي. ويحن الكثير من الطلبة المبتعثين إلى العودة للمملكة لصيام الشهر الفضيل بين الأهل والأحباب والأصدقاء، إلا أن ظروف الدراسة تحول بينهم وبين رغبتهم، ولتعويض ذلك يقومون بتوفير الإفطار الجماعي بالتعاون مع بعض المطاعم والأسر الموجودة، إلا أن أكثر ما يقلق البعض هو طول فترة الصيام التي تتعدى 18 ساعة في اليوم. وسرد عدد من المبتعثين السعوديين في ولاية كنتاكي الأميركية ل"الوطن" تفاصيل زيارتهم لبعض البعض وإعداد وجبة الإفطار الجماعي وأداء صلاة التراويح، مؤكدين أن ذلك يخفف من شعورهم بالغربة وغياب الأهل والأصدقاء والأماكن التي يفضلون الذهاب إليها. ويرى المبتعث محمد الجهني أن قلة المساجد في بعض المناطق تحرم الطلاب من سماع الأذان وصلاتي التراويح ما يفقدهم الشعور بالأجواء الرمضانية. وأكد كل من سالم الشريف، ومحمد السناني، وعمر العوفي أنهم يستقبلون شهر رمضان المبارك بشوق ولهفة، حيث تعم السعادة ويتبادلون مشاعر الأخوة والمحبة، متخذين هذا الشهر الكريم للتواصل والتهاني والتخفيف عن بعضهم هم الغربة، مشيرين إلى أن أهم الصعوبات التي تواجههم في الصيام، إضافة إلى طول ساعات النهار التي تصل إلى 17 ساعة، تزامن وقت الإفطار مع الحصص الدراسية ما يعيق نشاطهم وأداءهم العلمي بشكل مباشر. وأكد بعضهم أن الأجواء الرمضانية في الغربة تختلف اختلافا جذريا عما هي عليه في أرض الوطن، إذ يفتقدون الجو الأسري فيعوضون ذلك بالاجتماع على وجبة الإفطار في أحد المساجد، ويشرف على الفطور منظمة المسجد وبعض الأشخاص المتطوعين. وأوضحوا أن الأطباق الشعبية السعودية موجودة على سفرتهم الرمضانية ومن أهم المأكولات والمشروبات القهوة العربية، والشاي، والسمبوسك والشوربة والفول واللقيمات. أما الطالب حسن العتيبي فأكد أنه وأصدقاءه يعدون وجبة الإفطار بأنفسهم داخل السكن المخصص لهم، مبينا أن الأطباق التي يعدونها معظمها شعبية وأنهم اعتادوا على الطبخ منذ غادروا أرض الوطن. وقال: في بعض الأوقات لا نجد وقتا للطبخ بسبب تعارض أوقات الدراسة مع وقت الإفطار الرمضاني، ولكن في كثير من الأوقات نعد إفطارنا بأنفسنا بحكم أننا نقسم الأوقات فيما بيننا وندع الذي يخرج أولا من المحاضرات يشرف على إعداد الإفطار حتى ننتهي من الدراسة ومن ثم نتناول سويا الإفطار ونذهب لأداء الصلاة.