يستقبل المبتعثون شهر رمضان المبارك بشوق ولهفة لتكون الأجواء الرمضانية مُلتقى، يتبادل مِن خلاله المبتعثون مشاعر الأخوة والاجتماع اليومي يتجاذبون الحديث ويتبادلون الذكريات الرمضانية بين أهاليهم في غربتهم التي باعدت بينهم المسافات عن روحانية الشهر الفضيل والطاعات وصلة الرحم. وأكّد لِ «الشرق» المبتعث محمد حسن آل ذيبان 21 عاماً طالب بكالوريوس تخصص هندسة ميكانيكية في جامعة بردجبورت في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الصيام يُشكل هاجساً كبيراً لدى عدد مِن المبتعثين بسبب افتقاد الأجواء الرمضانية والروحانية الدينية في بلاد الغربة وعدم وجود العادات والتقاليد التي عاشوها حيثُ يتجلّى ذلك في كون المجتمع الذي يعيشون فيه أهله يأكلون ويشربون ويقضون برنامجهم اليومي المعتاد دون وجود الصبغة الرمضانية التي رافقتنا منذُ الطفولة. وأضاف آل ذيبان أن فترة الصيام في الولاياتالمتحدةالأمريكية تصل إلى 18 ساعة وهي طويلة جداً مقارنة بالمملكة، وما يزيد الصعوبة أن وقت الدراسة يبدأ منذُ الصباح الباكر حتى قُبيل المغرب ما يجعلنا نجد صعوبة في إعداد وجبة الإفطار الخفيفة بسبب ضيق الوقت، موضحاً أن برودة الأجواء تُقلل مِن ساعات الصيام الطويلة، مشيراً إلى أن الطبخ يعد أكبر العوائق التي تواجه المبتعثين حيث لاتوجد مطابخ أو مطاعم توفر لنا أكلات رمضانية، لكنه قال: يخفف علينا بعض ما تعلمناه من ذوينا واجتهادات بعضنا بتوفير بعض الوجبات الشعبية والأكلات المناسبة. وقال آل ذيبان: أقوم مع زملائي بإعداد القهوة العربية، وتحضير التمر بأنواعه الذي قام الأهل بإرساله من نجران، حيثُ تعلمت إعداد القهوة واستطعت إتقانها إضافةً إلى إعداد الكبسة وبعض الأطعمة التي يتعاون زملائي معي في إعدادها ومن ثم إتقانها. مضيفاً أن الغربة تصقل الشخص وتجعله معتمداً على نفسه ويتعلم الشيء الجديد من الثقافات الأخرى، مؤكداً أن الجوَّ الأسري وجلسات الأهل والأصدقاء التي افتقدوها يقومون بتعويضها عن طريق اجتماع المبتعثين الذين يقطنون في نفس الولاية «بردجبورت» حيثُ يقومون بإعداد الأكلات وتبادل الأحاديث الاُسريّة في طابع أخوي جميل يجعلهم أسرة واحدة قَدِموا مِن مناطق المملكة المختلفة. مضيفاً أن المجتمع الغربي يحترم المبتعثين عند تأديتهم فريضة الصيام ولم يتعرضوا للمضايقة منهم، بل إنهم يعتبرون الصيام عبادة وثقافة إسلامية ومِن المبادئ الجميلة للإسلام، وتتمثل في الطلاب والطالبات المبتعثين الذين يظهرون جمالية الشهر الفضيل والأخلاق الحسنة والنُبل والتسامح الذي يميّز المبتعث ويجعله سفيراً للوطن ليخدمه في المستقبل. وأشار آل ذيبان إلى أنه يقوم بالتواصل مع والِديه وأُسرته في نجران عن طريق وسائل الاتصال الحديثة يومياً ليسرد أحداث الغربة الرائعة وطرائف يومهم الرمضاني مع زملائه.