يمكن القول إن الجديد الذي تحمله المنطقة التاريخية العتيقة بجدة، بفعالياتها "رمضاننا كدا 2"، هو الدخول على خط إحياء المناسبات الثقافية، للمرة الأولى في تاريخ المنطقة، عبر استضافة مزيج من الروائيين والنقاد، مستلهمين دور الصالونات الثقافية الشهيرة، التي لعبت دورا في تدعيم توجهات الثقافة والأدب العربي. الوجوه المشاركة في الصالون الثقافي والتي ستبدأ اليوم، تحمل في طياتها كما يشير المشرف على البرنامج الكاتب الصحفي ثامر شاكر تمايزا ثقافيا متنوعا، ما بين جيلين من العطاء الثقافي ما بين الشباب والمخضرمين منهم. دلالة المكان الذي سيعقد فيه الصالون الثقافي، زاوية أخرى بحد ذاتها، حيث ستقام الاستضافات في أحد أعرق بيوت المنطقة التاريخية الذي يمتد بناؤه إلى أكثر من 200 عام تقريباً، وهو دار باعشن الثقافي، الذي تحول من مجرد منزل أثري وتاريخي إلى أحد الرموز الثقافية في المنطقة. طيف فكري وثقافي سيضم خارطة المتحدثين في الصالون الثقافي، ولن تعتمد إدارة اللقاء على طرح عنوان محدد، فبحسب شاكر سيتم استنساخ تجربة الصالونات الأدبية الشهيرة التي عرفتها المنطقة العربية، وبخاصة في مصر وشمال أفريقيا التي لعبت دورا في إعادة إنتاج المعرفة والثقافة على مختلف الفنون، من حيث سياق منهجية الغوص في أفكار الضيف ومناقشته في أطروحاته المعرفية، وكيفية تعاطيه معها سواء في الرواية أو الإنتاج الكتابي العام. ومن المقرر أن يستضيف البرنامج على مدار عشرة أيام وجوها ثقافية متنوعة، كالناقد حسين بافقيه، والكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، والروائي الشاب محمد حسن علوان، والباحث في مقارنات الأديان وتاريخ الحضارات الكاتب سلطان موسى الموسى، والكاتبة والناشطة في تعزيز القراءة الدكتورة مرام مكاوي، والروائي إبراهيم حسين عباس. ومن الضيوف الذين سيدعمون الصالون الثقافي بتاريخية جدة، الروائية مها عبود باعشن، والكاتبة والناشطة في مكافحة سرطان الثدي الدكتورة سامية محمد العمودي، والكاتبة والناشطة الثقافية سارة مطر، والكاتب غسان حامد عمر الذي حقق كتابه (ماذا حدث للسعوديين؟!) شهرة واسعة، ورصد من خلاله التغيرات السلبية والإيجابية على المجتمع. كما وسيحل الكاتب في الشأن الاجتماعي ماجد عبدالله يحيى، ضيفاً في اليوم الأخير بصحبة الطبيبة والكاتبة بصحيفة الاقتصادية شيماء جلال الشريف. كما سيدير أمسيات الصالون الصحفي والناشط الأدبي ثامر شاكر، الذي أشار في سياق تعليقه إلى أن الهدف الرئيس من الفكرة تسليط الضوء على المنطقة التاريخية، وما تحمله من إرث كبير في هذا الشأن، من خلال النافذة المعرفية المعلوماتية. وذهب شاكر إلى أن اختيار ضيوف الصالون الثقافي، جاء بطابع إيجابي، من حيث تمايزهم في الساحتين الثقافية والأدبية، وطرق تعاطيهم في التعامل مع الإنتاج الأدبي والمعرفي، ووضعت الجهة المشرفة على الصالون معايير محددة في اختيار الضيوف، من حيث حضور إنتاجه المعرفي في الساحة المحلية، وبخاصة بين شريحة الشباب، وتواجده وتفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، باعتبارها الطريقة الملائمة في التواصل مع أهم مكون ديمجرافي في المملكة - في إشارة إلى الشباب-.