يعد جناح المملكة العربية السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته ال46، هو الأكبر من أجنحة الدول مشاركة في هذه الدورة، بمساحة تقدر بحوالي 4000م2. وتشارك المملكة هذا العام كضيف شرف للمعرض، الذي افتتح الأربعاء الماضي ويستمر حتى 12 فبراير الحالي، تحت عنوان «الثقافة والتجديد». وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، عميد السلك الدبلوماسي العربي، أحمد قطان، أن اختيار المملكة ضيف شرف للمعرض يعود إلى عدة أسباب، أهمها المكانة التي تتمتع بها المملكة على المستويين الثقافي والتعليمي. ويعرض الجناح السعودي في مشاركته هذه أكثر من 5000 عنوان متنوعة ما بين العلمية والثقافية والأدبية وشؤون الطفل، تحمل كل جديد، كما تعكس الأفكار المعتدلة سواء في المجال العلمي أو الأدبي أو الثقافي أو الديني. وشهد الجناح السعودي إقبالاً من الزوار على فعالياته، وارتفاعاً في أعدادهم كل يوم. وأبدى عدد منهم إعجابهم بتنظيمه، والكتب التي يحتويها، وأوضحوا أنهم يحرصون على زيارة الجناح كل عام، لاقتناء الكتب والاطلاع على الإصدارات الجديدة. وأوضح الملحق الثقافي السعودي في القاهرة، الدكتور خالد الوهيبي، في تصريح صحفي سابق أن الإقبال الجماهيري على الجناح، هو نتيجة «لحرص القارئ المصري على الكتاب السعودي، الذي يتميز بقيمته الفكرية والثقافية العالية، وتكلفته غير المرتفعة، مقارنةً بغيره من الكتب»، لافتاً إلى أن هناك حركة نشطة في بيع الكتب العلمية والثقافية والدينية بالجناح. وينظم الجناح برنامجاً ثقافياً يتضمن أكثر من 12 فعالية بخلاف فعاليات الصالون الثقافي المعد للندوات والمحاضرات وتبادل الخبرات، وبدأت أولى الفعاليات الجمعة الماضية عبر محاضرة بعنوان «العلاقات المصرية – السعودية»، تحدث خلالها الدكتور سالم المالك، وأدارها الملحق الثقافي السعودي في القاهرة، الدكتور خالد الوهيبي. وأقيمت مساء السبت ندوة بعنوان «المملكة العربية السعودية في كتابات المفكرين والمؤرخين المصريين»، ضمن فعاليات البرنامج، شارك فيها الدكتور محمد الرُبيع، والدكتور عبدالحكيم الطحاوي، وأدارها الدكتور يوسف نوفل. كما أقيمت مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «الإعلام السعودي: تاريخ وتطور»، للدكتور عثمان الصيني، وأدارتها الدكتورة حياة عبدون، وتناول فيها المحاضر تاريخ الإعلام السعودي منذ النشأة وحتى الآن، والمراحل التي مرت بها الصحافة والإذاعة والتليفزيون في المملكة، ودور الإعلام الحكومي والخاص في نشر الوعي وتثقيف وتنوير المواطن السعودي والعربي. وضمن فعاليات الصالون الثقافي في الجناح، أقيم حفل توقيع كتاب «البحث النوعي في التربية» لأستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية في جامعة الملك سعود، الدكتور راشد العبدالكريم، بحضور عدد من المثقفين المصريين والعرب. واحتفى المعرض في ثاني أيامه بالرواية السعودية من خلال ندوة شارك فيها الناقد والكاتب الروائي السعودي الدكتور سلطان القحطاني، والناقد الأدبي المصري الدكتور يوسف نوفل، وأدارها الكاتب والروائي المصري الدكتور مدحت الجيار. وناقشت الندوة، التي جاءت تحت عنوان «الرواية السعودية المعاصرة» نشأة الرواية في المملكة، وتاريخها، وتطورها الأدبي، والفني، والعوامل التي أثرت فيها، وأسهمت في نضجها. وتشارك في الجناح نحو سبعين جهة حكومية وخاصة، منها وزارة الثقافة والإعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ودارة الملك عبدالعزيز، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وعدة جامعات ومكتبات. ومن بين الجهات الحكومية المشاركة، الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، التي تعرض أكثر من ستين عنواناً من أحدث مطبوعاتها تمثل إنتاجها العلمي في التأليف والبحوث والدراسات في المجالات المختلفة. وأوضح وكيل عمادة شؤون المكتبات في الجامعة، الدكتور خالد الردادي، أن مشاركة الجامعة ستسهم في إبراز جهود المملكة تجاه مختلف القضايا العالمية والإسلامية، إضافة إلى التعريف بما تقدّمه الجامعة من جهود في سبيل تعليم الطلاب المسلمين من شتى أنحاء المعمورة، وما تقوم به من دور ثقافي من خلال جهودها العلمية في الترجمة والنشر في مجال العلوم الإسلامية.