رغم المشاورات الجارية في جنيف السويسرية، بين وفد الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، للبحث في كيفية تنفيذ القرار الأممي رقم 2216 الرامي إلى إيجاد حلول لوقف العنف في البلاد، إلا أن مقاتلي المقاومة الشعبية واصلوا تصديهم للمتمردين الحوثيين، المدعومين بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في كثير من المدن والمحافظات، وألحقوا بهم خسائر فادحة بلغت عشرات القتلى والجرحى. كما دفعوهم للتراجع عن كثير من المواقع التي سيطروا عليها في الفترة الماضية. يأتي ذلك بينما واصلت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة غاراته العنيفة على مواقع الانقلابيين وحلفائهم في صنعاء، وشبوة، ومأرب، وأبين. وأشار شهود عيان إلى أن أعمدة الدخان ارتفعت عالية فوق سماء كثير من المناطق المستهدفة، كما سمع دوي انفجارات هائلة في محيط تلك المواقع، ما يؤكد استخدامها لتخزين الأسلحة والذخائر. كما سمع صوت المضادات الأرضية التي أطلقها المتمردون، ما أصاب المدنيين بحالة كبيرة من الذعر، بسبب خوفهم من ارتداد تلك القذائف العشوائية وانفجارها وسط مناطق المدنيين، كما أكد ذلك تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية أواخر الشهر الماضي. عمليات نوعية ففي عدن، أكدت المقاومة الشعبية أنها نصبت كمينا داخل المطار الدولي لمسلحي جماعة الحوثي. وأضافت أن بعض عناصرها تسللوا أمس إلى مدرج المطار ومحيطه من جهة الغرب ونصبوا كمينا للحوثيين ما أدى لمقتل 26 متمردا وإصابة 34 آخرين، ووصفت العملية بالنوعية. كما تعرضت مواقع المتمردين داخل المطار وفي أجزاء أخرى من المدينة لغارات جوية من تحالف عملية إعادة الأمل بقيادة المملكة. وقال مصدر إعلامي إن المقاومة الشعبية تسعى للسيطرة على مواقع المتمردين داخل المطار، لقطع طرق الإمدادات القادمة لقوات الحوثيين وصالح، التي تتمركز في مناطق وسط من بينها خور مكسر وكريتر، من مناطق تقع شمالا في محافظة لحج. وأضاف أن مقاتلي المقاومة الشعبية باتوا يسيطرون على أجزاء من المطار الذي يقع في الجهة الشرقية من المدينة قرب الطريق الساحلي، وأن استكمال سيطرتها على المطار سيكون أهم انتصار تحققه في مدينة عدن. كما قتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون بجراح إثر قصف قوات موالية للحوثيين وصالح لأحياء سكنية بالشيخ عثمان والمنصورة، وقال مصدر طبي إن قتلى وجرحى سقطوا أيضا في حي عبد القوي جنوب مدينة الشيخ عثمان جراء سقوط قذيفة كاتيوشا، بينما كانوا أمام متجر صغير كان في الحي السكني. مشيراً إلى أن هذه القذائف سقطت على أحياء متفرقة من المدينة، مثيرة الهلع والخوف بين السكان في هذه الأحياء المكتظة بكثافة سكانية عالية نتيجة لحالة النزوح إليها من المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح. وفي غضون ذلك، كانت ميليشيات الحوثي وقوات صالح قد قصفت أحياء سكنية، في البساتين والمدينة التقنية وطريق عدن أبين، بقذائف مدفعية الهاون التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في هذه الأمكنة، من بينهم خمسة ركاب حافلة لقوا حتفهم في طريق عدن أبين شرق عدن. استهداف المدنيين وتابع المصدر نفسه أن الحوثيين يقصفون منذ مساء أول من أمس بصورة متواصلة مناطق سكنية بعدن بينها المنصورة، مشيرا إلى أن القصف خلف ثلاثة قتلى و15 جريحا. وأوضح أن المتمردين فشلوا في إحراز تقدم في منطقة صلاح الدين غربي المدينة، وفي بئر أحمد وجعولة شماليها. كما كشف مصدر مطلع أن مقاتلي المقاومة الشعبية حققوا تقدما كبيرا في جبهة جعولة شمال مدينة دار سعد، إذ تقدم شباب المقاومة، وسيطروا على خمسة مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيات وقوات صالح، وخلال هذه المعركة قتل ثلاثة من أتباع الحوثي وصالح. أما في محافظة أبين، التي تقع أيضا جنوبي اليمن، فقد لقي ثمانية أشخاص مصرعهم وجرح ستة آخرون في مواجهات بين المقاومة الشعبية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات موالية لصالح من جهة أخرى في المنطقة الوسطى بالمحافظة. وتشهد جبهات القتال منذ يومين مواجهات عنيفة بين الطرفين، خاصة في محيط مدينتي لودر والعين، ومنطقة جبل عَكد. وأفاد شهود عيان بأن عشرات المسلحين الحوثيين والجنود الموالين للرئيس المخلوع فروا من جبهات القتال باتجاه محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرتهم. كما اندلعت المعارك العنيفة أمس بين مقاتلي المقاومة الشعبية وقوات موالية للحوثيين وصالح. وقال مصدر وسط الثوار إن اللواء العسكري الذي تم تشكيله باشر أولى عملياته العسكرية بقيادة العميد الحمزة الجعدني. مشيراً إلى أن صمود الثوار أرغم عشرات الجنود والميليشيات الموالية لصالح والحوثي على الفرار ناحية مدينة البيضاء عاصمة محافظة البيضاء. وفي محافظة شبوة جنوبي اليمن، سيطرت المقاومة أمس على مواقع كانت تتحصن فيها قوات الحوثي وصالح. وذكر شهود أن القوات المتمردة على هادي انسحبت من مواقع لها في وادي "خر" في بيحان بشبوة. وكانت المنطقة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين مواجهات عنيفة بين الطرفين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وخلفت عشرات من القتلى والجرحى من الجانبين. اشتباكات عنيفة وتخوض المقاومة مواجهات عنيفة أيضا في محافظة الضالع، جنوب اليمن، مع الحوثيين وحلفائهم منذ أكثر من 70 يوما. وسيطرت المقاومة على معاقل ومواقع لقوات التمرد منها معسكرات اللواء 33 وعبود وقوات الأمن الخاصة. كما سيطرت على مدينة الضالع والمناطق المجاورة لها. كما شهدت محافظة الضالع، أمس اشتباكات عنيفة بين ميليشيات الانقلابيين ومسلحي المقاومة الشعبية. وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات بين الطرفين استخدمت فيها صواريخ الكاتيوشا والدبابات. ولفتت المصادر إلى أن الاشتباكات تركزت في الوحدة السكنية والمجمع الحكومي بمديرية سناح، ومعسكر قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي سابقا"، والسجن المركزي، والملعب الرياضي بمديرية قعطبة. وأشارت المصادر المحلية إلى أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا وسط الإرهابيين، وأن الثوار لم يتمكنوا من سحب جثث القتلى، نظرا لاستمرار المعارك وانتشار القناصة. وأكدت المصادر أن المقاومة الشعبية أفشلت محاولة تسلل لمسلحي الحوثي إلى منطقة بين وادي السراو ووادي السريح، حيث أرغمتهم على الفرار والعودة إلى مناطق وجودهم في اللكمة الحمراء. من جهة أخرى، قالت مصادر طبية إن محافظة الضالع التي أعلنتها لجنة الإغاثة العليا التي تتخذ من الرياض مقرا موقتا لها "منطقة منكوبة"، تشهد أزمة حادة في الأدوية والمستلزمات الطبية، جراء استمرار المعارك منذ أكثر من شهرين. وأشارت المصادر إلى أن المحافظة تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المشتقات النفطية، والمواد الغذائية. أما على صعيد محافظة مأرب، فقد ساد هدوء على جبهات القتال غرب المحافظة، بعد أن تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية بمساعدة طيران التحالف من التصدي لهجومين شرسين شنتهما الميليشيات الحوثية المسنودة بقوات اللواء الثالث مشاة جبلي على الجفينة، ومطارح نخلا، والسحيل، غرب المحافظة. وأكدت مصادر ميدانية أن المقاومة تمكنت من أسر أكثر من 45 مسلحا حوثيا وجنديا من قوات النخبة التابعة لصالح، خلال الهجوم، إضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من تلك المليشيات. غارات التحالف وعلى صعيد الغارات الجوية، شنت طائرات التحالف غارات عنيفة على مواقع المتمردين، ففي محافظة أبين، أغارت مقاتلات التحالف على معسكر 115 في مديرية زنجبار عاصمة المحافظة، ما أدى إلى تدمير 3 أنفاق يوجد فيها عدد كبير من أفراد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع صالح. وفي محافظة مأرب، دمرت غارات لطائرات التحالف العربي آليات ومعدات عسكرية تابعة للحوثيين. ونفذت المقاتلات نحو خمس غارات جوية استهدفت تجمعات وآليات للمتمردين بمواقع متفرقة في الجفينة غربي مأرب. كما قصفت طائرات التحالف معسكر حنيشان الموالي للحوثيين وحلفائهم، في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن. وشنت كذلك خمس غارات على مواقع حوثية، ودمرت عربتين، وطقما محملا بالذخائر، إضافة إلى مدفعية. وسبق أن دمر طيران التحالف أمس الأول عربة كاتيوشا، ومدرعة، كانت تستخدمها الميليشيات لقصف غرب مدينة مأرب. وفي صنعاء، استهدفت المقاتلات مواقع عدة، شملت مخازن الأسلحة في جبل نقم، بثلاثة صواريخ، لافتا إلى أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من قمة الجبل. وقال سكان محليون في منطقة سعوان وحي برسلين إن طائرات التحالف قصفت بشدة الجبل الذي يعد أحد المستودعات الاستراتيجية للأسلحة، التي يستخدمها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وقال سكان محليون إن طائرات التحالف شنت غارات عدة أطلقت خلالها مجموعة من الصواريخ التي أدت إلى انفجارات كبيرة تسببت في تصاعد الدخان من منطقة جبل نقم واهتزاز المساكن المحيطة بالمنطقة. كما شنت الطائرات غارات مماثلة على جبل فج عطان. كما جددت الطائرات غاراتها على منطقة الصباحة غرب العاصمة صنعاء، التي تتمركز فيها قوات النخبة اليمنية. .. والميليشيات المتمردة تواصل سياسة هدم المنازل في استمرار لتجاوزها للأعراف والتقاليد التي عرف بها الشعب اليمني، أقدمت ميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، مساء أول من أمس على تفجير منزل النائب البرلماني عبد العزيز جباري أمين عام حزب العدالة والتنمية، عضو وفد الحكومة المفاوض في جنيف. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن ميليشيات الحوثي فجرت منزل جباري الواقع جنوب مدينة ذمار، بالمتفجرات، بعد أن استولت عليه منذ عدة أسابيع، على خلفية تأييد جباري للشرعية الدستورية، وتأييده لعاصفة الحزم، وإعادة الأمل. وأضافت المصادر أن المتمردين يلجأون إلى تفجير منازل المعارضين والمناوئين لهم، كعقاب على وقوفهم إلى جانب الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك بهدف تخويف الآخرين، لاسيما الشباب الناشطين في لجان المقاومة الشعبية، ودفعهم إلى تأييد انقلابهم غير الشرعي على السلطة، إلا أن كثيراً من الذين تم تفجير منازلهم أبدوا عدم اكتراثهم للأمر، مؤكدين أن مستقبل الوطن ومصيره أهم بكثير من كل ممتلكاتهم. وكان المتمردون قد اقتحموا منازل كثير من الناشطين السياسيين وقيادات الأحزاب، وأرغموهم على إخراج عائلاتهم وعدم أخذ أي من أمتعتهم أو ممتلكاتهم، قبل أن يقوموا بتفجير تلك المنازل، إما بالمتفجرات أو عن طريق استهدافها بقذائف المدفعية. دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية، حيث يقتحمون المنازل ويعتدون على حرمات النساء، ويرعبون الأطفال، وهي الممارسات التي لم يعرفها المجتمع اليمني في تاريخه، حيث عرف بمراعاته للجوانب الأسرية، واحترام الخصوصيات العائلية.