تحتفظ ذاكرة المذيع السعودي حامد الغامدي بذكريات رمضانية جميلة، استعاد جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معه "الوطن"، وحاولت الغوص في ذاكرته لتستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل: ماذا تحمل ذاكرتك عن رمضان؟ في ذاكرتي شيء كثير، في مرحلة الطفولة وأنا في الباحة، ومرحلة العمل في التلفزيون، ومرحلة إنتاج البرامج في شهر رمضان، خصوصا برنامج "سباق المشاهدين" الذي استمر 18 عاما، وأسهم في تغيير جدول رمضان كاملا، لأن العمل كان يوميا، وبالتالي تغيرت فيه العادات التي كنت أمارسها في رمضان. هل تتذكر شيئا من تفاصيل قصتك مع الصوم الأول؟ أتذكر تلك المرحلة وصيام الأيام الأولى في رمضان، وكانت على فترتين في سن ال8 إلى ال10 سنوات، فقد كنت أصوم إلى أذان الظهر، ثم أتناول وجبة الغذاء، ثم أكمل الصيام إلى أذان العصر. ما الذي كان يدفعك كطفل للصوم في ذلك السن؟ والدي ووالدتي وإخواني كانوا هم المشجع لنا في التعود على الصوم، فكانوا يقومون بتجزئة اليوم ويشعروننا بفضل الصيام، وشعورنا طعم مقاومة الأكل، ومن أبرز الشخصيات التي كانت مؤثرة في حياتي هم: والدي ووالدتي -رحمهما الله- وخالي اللواء طيار متقاعد علي الغامدي، هذه الشخصيات كانت مؤثرة جدا في حياتي وتعلمت منها كثيرا. ماذا كنتم تعملون في ليالي رمضان؟ في الباحة كانت حياتنا عادية جدا، لم يكن لنا برنامج بعد صلاة التراويح، وكانت وسيلة الترفيه هي الاستماع إلى جهاز الراديو، وبرنامج الشيخ علي الطنطاوي، وبرنامج أم حديجان، وكنا ننام مباشرة بعد العشاء، كي نستيقظ باكرا لممارسة أعمالنا من رعي للأغنام أو زراعة الأرض إن صادف حصادا للبلاد، أما إذا كان وقت الدراسة في شهر رمضان فنتوجه إلى المدرسة وعند الانتهاء نعود إلى رعي الأغنام، ونحن ممسكون عن الأكل والشرب. ماذا عن رحلتك مع الدراسة في رمضان؟ من الأمور التي لا تنسى في مرحلة الدراسة هي صوم شهر رمضان في الولاياتالمتحدة الأميركية عند دراستي درجة الماجستير عام 1403، كنا نفطر ونحن على مقاعد الدراسة في المحاضرات، وكان معظمها في الفترة المسائية، وكان الأساتذة يراعون ذلك بالسماح لنا بالخروج للإفطار، ثم العودة لإكمال المحاضرة، وقد كنا نفتقد إلى طعم رمضان، وكنا نقضيه دون إحساس من يقضونه داخل المملكة. ماذا عن برنامجك كإعلامي في رمضان؟ برنامج "سباق المشاهدين" هو الذي غير برنامجي اليومي في رمضان خلال السنوات الماضية، واستمر 18 عاما، وكنت أتناول وجبة الإفطار، ثم أتوجه إلى الأستديو وأبدأ في الاستعدادات لحلقة جديدة من البرنامج، وكنا نغادر الساعة ال2 فجرا، وكان في معظم الأوقات يحضر معي الضيوف لتناول وجبة السحور في المنزل وأحيانا وجبة الإفطار، أما هذا العام فقررت أن أعود إلى صيام شهر رمضان في الباحة بعد مغادرتي لها قبل 30 عاما. ما الرمضانات التي لا تنساها؟ من الرمضانات التي لا أنساها، رمضان الذي قضيته خارج المملكة، وأيضا قبلها صيام الصغر الذي كنت أصومه على فترتين، ورمضان الذي انطلق فيه برنامج سباق المشاهدين. كلمة تقولها للصائمين؟ بعد هذا العمر، لي رؤية أن أتقرب إلى الله أكثر، وأحاول أن أكون قريبا من أقربائي أكثر، وهذه نصيحتي لمن هم بلغوا هذه المرحلة من العمر، وأهنئ المسلمين بشهر رمضان، وأبعث تحية لجنودنا البواسل الحامين لحدودنا.