يتمنى محافظ الخرج المكلف مساعد بن عبدالرحمن السالم أن تتغير عادات الناس الغذائية والحياتية في التعاطي مع شهر رمضان المبارك، حتى يعيشوا السعادة الحقيقية في شهر الخير والرحمة. وقال السالم «يجب أن نتعامل من الناحية النفسية على هذا الأساس لأن شهر رمضان المبارك شهر عظيم سجل فيه المسلمون انتصارات عظيمة، ولهذا علينا أن نعيش رمضان شهر عبادة وعمل، وأنا أقوم مبكرا وأتجه إلى عملي بروح معنوية مرتفعة وإقبال على العمل بكل همة ونشاط». وعاد بذاكرته إلى أيام الطفولة التي عاشها في العاصمة الرياض، وكيف كان يدرب نفسه على الصيام، إذ يصوم يوما ويفطر آخر، ومسلسل أم حديجان الإذاعي الذي كان مسيطرا على المشهد الإعلامي في شهر رمضان. قلبنا في ذاكرة محافظ الخرج المكلف حينما استضاف «عكاظ» في منزله في الرياض في سهر رمضانية، وتناول الحديث جوانب مختلفة عن برنامجه اليومي وحرصه على الرياضة، إلى الحديث عن فريقي الشعلة والكوكب في دوري عبداللطيف جميل ودوري ركاء وتفاؤله بأن يحقق الفريقان في الموسم المقبل نتائج ممتازة، وفيما يلي نص الحديث. • ماذا يعني لك شهر رمضان؟ - هو شهر الخير والبركة، شهر القرآن وشهر الصوم، وهو شهر فضيل مبارك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. •حدثنا عن ذكرياتك في رمضان وبدايتك مع الصوم؟ - أنا من مواليد الرياض عام 1369ه، ولا شك أن ذكرياتي في شهر رمضان المبارك عندما كنت في عمر الطفولة ذكريات لا تنسى بما فيها من البراءة والأحلام البسيطة، وأتذكر أنني أول مرة أصوم شهر رمضان كنت أصوم يوما وأفطر آخر شأني كشأن أقراني، وكان ذلك العام الذي صمت فيه رمضان شديد الحرارة، وكانت الدراسة في رمضان أيضا فكنت أواجه صعوبة شديدة في الصيام، وكان عمري حينها 12 عاما. • وكيف كنت تقضي يومك في رمضان في ذلك الوقت؟ - من الأمور الإيجابية في ذلك الوقت عدم وجود برامج التلفزيون على هذا النحو من كثرة القنوات، إضافة إلى الإنترنت وكثير من وسائل التقنية التي دخلت على حياتنا، ولهذا كانت الوقت فيه متسع للدراسة والقراءة والراحة، بعكس ما يحدث الآن فما أن ننتهي من الإفطار حتى ترى البرامج التلفزيونية تنهال علينا عبر الفضائيات لا حصر لها، في الماضي كان المسلسل الإذاعي الذي يقدمه الفنان القدير عبدالعزيز الهزاع هو المسيطر على المشهد، وهو المسلسل الذي يعرفه الكبار «أم حديجان»، وكان الناس في ذلك الوقت ينتظرون هذا المسلسل بعد تناول وجبة الإفطار، والغريب في الأمر أن هذا المسلسل الإذاعي رغم دخول التلفزيون السعودي في المشهد ظل له سحره ومتابعوه، لأنه مسلسل يناقش جميع القضايا الاجتماعية بأسلوب بسيط وشيق، وجاذب خاصة لكبار السن. • ما هي أبرز المواقف التي لا زالت عالقة في ذاكرتك في هذا الشهر الكريم؟ - من المواقف التي تحضرني الآن هي أنه بعض الأيام تحصل للإنسان بعض الظروف التي تعيقه عن تناول وجبة السحور، الأمر الذي يجعله يقضي يوما صعبا وهو صائم، وقد يحصل أحيانا أن تواصل نومك ويفوتك السحور، وهناك مواقف محرجة لا أستطيع ذكرها حقيقة. • كيف كنت تقضي يومك في شهر رمضان في فترة الصبا؟ - كنا في الغالب في فترة الشباب لا ننام بعد صلاة الفجر في شهر رمضان، إذ كنت وأصدقائي نحرص على ممارسة الرياضة، وكنا أيضا نمارس الرياضة بعد صلاة التراويح وحتى الساعة الثامنة صباحا إذا كنا في إجازة من الدراسة، ولكن في وقت الدراسة تصور أننا نواصل السهر ونذهب إلى المدرسة، وهذه من الصعوبة بمكان لكن كان لدينا جلد عجيب في ذلك السن. • تحفل السفرة الرمضانية بأكلات متنوعة، وقد تغيرت عبر الزمن، فما هي الأكلات التي قاومت التغيير ولا زالت حاضرة في سفرتك الرمضانية؟ - أتصور أن الشوربة هي من الأكلات التي لا زالت باقية في السفرة الرمضانية، إضافة إلى السمبوسة وشراب التوت، وهذه التي أحرص عليها في شهر رمضان، ولا زالت باقية ولم تلغها الأكلات الحديثة. • جمعة الأسرة في رمضان قديما وحديثا على وجبة الإفطار كيف تراها؟ - ما يميز رمضان في الماضي هو جمعة الأسرة على وجبتي الإفطار والسحور، كان في الماضي اجتماع كبير لأكثر من بيت على سفرة واحدة، وحاليا تلاشت هذه الجمعة كثيرا، بالكاد يجتمع الرجل مع زوجته وأطفاله على سفرة الإفطار أو السحور، وحتى الأطفال تجد بعضهم نائما وقت الإفطار، وهذا التغيير في الزمن بات لافتا. • كيف تنجز أعمالك في رمضان مع تغيير وقت الدوام ونظام الوجبات الغذائية؟ - أنا دائما أتعامل مع الأيام في شهر رمضان من الناحية العملية مثل بقية أيام السنة، فالصيام ليس عائقا عن العمل بل بالعكس هو مشجع على العمل والجد والإنجاز أيضا، يجب أن نتعامل من الناحية النفسية على هذا الأساس لأن شهر رمضان المبارك شهر عظيم سجل فيه المسلمون انتصارات عظيمة، ولهذا علينا أن نعيش رمضان شهر عبادة وعمل، وأنا أقوم مبكرا وأتجه إلى عملي بروح معنوية مرتفعة وإقبال على العمل بكل همة ونشاط، ولهذا فأنا أجد في العمل في شهر رمضان متعة كبيرة أكبر من الشهور الأخرى، وأنا عملي في الخرج كما تعلم وأحيانا أعود إلى الرياض وأصل إلى منزلي في الرياض أحيانا على موعد الإفطار، وفي هذا الشهر الكريم لا أحرص على الإجازة السنوية أبدا بعكس البعض الذين يحرصون على الحصول على إجازتهم السنوية في شهر رمضان. • ما هي أبرز البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي تتابعها في رمضان؟ - أتابع البرامج والمسلسلات التي تتزامن مع وقت الإفطار والعشاء في الغالب، أما بعد صلاة التراويح فأنا أذهب إلى إنجاز أعمالي ولا وقت لدي لمتابعة التلفزيون، كنت في السابق أتابع مسلسل طاش ما طاش إلى أن توقف. • هل ترى أن كثرة الفضائيات والمسلسلات والبرامج لم يعد لها ذلك البريق الذي كان في السابق؟ - أعتقد أن هناك بعض الفضائيات والبرامج لا زال لها حضور جيد عند المشاهد، فمثلا أبطال مسلسل طاش ما طاش انتقلوا إلى مسلسلات وبرامج أخرى وهي من وجهة نظري جيدة. • ما هي الكتب التي تحرص على قراءتها في شهر رمضان؟ - إلى جانب قراءة القرآن الكريم، أتابع الصحف ونشرات الأخبار عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية، وبالنسبة لقراءة الكتب فللأسف الشديد أنني مقصر في هذا الناحية بسبب ضيق الوقت. • هل ترى أن موعد الدوام الحالي في رمضان مناسب للموظفين أم أنه بحاجة إلى تغيير؟ - الوقت الحالي مناسب جدا، ولا أرى تغييره، لأنه لو تقدم عن موعده الحالي فهو مشكلة ولو تأخر فهي مشكلة أخرى. • وكيف يمكن للإنسان أن ينظم برنامجه في رمضان حتى يتجنب تلك الربكة التي تحدث سنويا؟ - المشكلة أن معظم الناس يربكون أنفسهم بأنفسهم في رمضان، إذ لا يأخذون كفايتهم في النوم والراحة، فلا ينامون إلا بعد صلاة الفجر وهي بالكاد لا تتجاوز 4 ساعات، وهذه مشكلة كبيرة للموظفين، على الموظف أن ينظم وقته، ويأخذ وقتا كافيا في النوم حتى يصحو مبكرا ويذهب إلى عمله وهو في قمة نشاطه، حتى يؤدي ماهو مطلوب منه على أكمل وجه لكي لا يتحول شهر رمضان المبارك إلى شهر نوم وخمول وتعطيل للأعمال ولمصالح الناس. • أيضا هناك مشكلة في النظام الغذائي إذ يلتهم البعض كميات كبيرة من الطعام بعد الإفطار مما يعيقهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي طوال الليل.. كيف ترى ذلك؟ - هذه مشكلة أخرى، يجب على الناس تناول الأكل الخفيف لأن شهر رمضان هو شهر عبادة، وليس شهر أكل وشرب، ثم إن الصائم وهو طوال النهار ممتنع عن الطعام ثم يأتي بعد أذان المغرب ويكثر على معدته من الأكل والشرب لدرجة متعبة، تمنعه عن الحركة ويصبح شبه عاجز عن الحركة وفي صلاة المغرب والعشاء والتراويح يعاني بسبب هذا العملية. • هذا يقودنا إلى سؤال عن الإسراف في شراء المواد الغذائية في رمضان، هل تتوقع أن يتلاشى ذلك أم أنها عادة لن تنقطع؟ - يفترض علينا أن نكون واقعيين في هذه الناحية، أمر عجيب أن ترى الناس تتهافت على شراء المواد الغذائية وكأننا في شهر رمضان في مجاعة، فتجد الأسواق مزدحمة خاصة في آخر يوم في شهر شعبان، ويفترض أن لا تختلف مقاضي رمضان عن غيره من أشهر العام، وكل ما أتمنى أن تتلاشى تلك العادة. • وما نصيب الرياضة من وقتك في رمضان؟ - أمارس رياضة المشي قبل رمضان وفي رمضان لأنها مهمة لصحة الإنسان، ولكن البعض يتساهل فيها رغم أهميتها، وأنا أنصح الجميع كل إنسان أن يمارس رياضة المشي على الأقل لمدة نصف ساعة يوميا، وسيرى الفرق في صحته وحركته، خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الأمراض، ولم يعد لدى الناس الكثير من الأعمال التي كانت في السابق، بات معظم الناس جالسون في مكاتبهم ويتحركون بسياراتهم، مع الإفراط في الأكل، ولهذا السبب تفشت الأمراض في مجتمعنا. • بقاء نادي الشعلة في دوري أندية الممتاز لكرة القدم، ماذا يمثل لك ولأهالي الخرج؟ • سعادة أهالي الخرج كانت كبيرة جدا ببقاء نادي الشعلة ضمن أندية الدرجة الممتاز، رغم أنه في موسمه الرياضي الأول، ومر في ظروف صعبة لكنه تغلب عليها بجهود الإدارة والجهاز الفني واللاعبين ودعم أعضاء الشرف، وأتمنى أن يكون الموسم الرياضي المقبل في وضع أفضل ويحقق نتائج أفضل في دوري عبداللطيف جميل، وقد أدى فريق الشعلة في الموسم الماضي في دوري زين مستويات ممتازة مقارنة بمشاركته لأول مرة في دوري زين، وقارع الفريق أندية كبيرة وفاز عليها، وأنا متفائل بأن يحقق الفريق نتائج ممتازة في الموسم المقبل خاصة أن موارد النادي أصبحت جيدة ولديه عقود استثمار، وستساعد الفريق، كما أتمنى أن يقدم نادي الكوكب أيضا نتائج ممتازة في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى حتى يتمكن من الصعود ومرافقة الشعلة في أندية الدرجة الممتازة، خاصة أن دوري ركاء أصبح منذ العام الماضي دوري محترفين، وقد أنهى الكوكب تعاقدات جيدة مع عدد من اللاعبين للموسم المقبل، وأتمنى له التوفيق. • وماذا عن المدينةالرياضية في الخرج بعد أن واجهت تعثرات كثيرة في هذا المشروع؟ - العمل جار في هذه المدينة ولكن هناك بعض البطء، ولكن أن تبدأ متأخرا خير من أن لا تبدأ مطلقا، وقد أوشكت بعض المنشآت في المدينةالرياضية على الانتهاء، وبهذه المناسبة يجب أن نشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز على متابعته وبذله جهدا كبيرا في سبيل هذا المشروع ودعمه لأندية الخرج وهي الشعلة والكوكب والشرق، والشرق تأهل للدرجة الثانية، كما نشكر صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب على اهتمامه بمشروع المدينةالرياضية وبشباب الخرج. • هذا الشهر الكريم، هل ترى أن المسلمين يستثمرونه كما يجب؟ - المفروض أن نراجع أنفسنا، وأن يكون شهر رمضان المبارك شهر مراجعة ومحاسبة للنفس فيما مضى من أشهر العام، وما يجب أن نفعله في رمضان من التوبة والاستغفار، واستثمار لما فيه من الخير والرحمة والعتق من النيران، شهر تطهير النفس من الذنوب والخطايا فليس هناك مسلم يدعى أنه خاليا من الذنوب، كلنا نخطئ ، ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل من صيامنا وقيامنا. • هل تتابع الأحداث والأزمات التي تعصف ببعض الدول في العالم العربي وخاصة في سوريا؟ - أتابعها بكل أسف، وقد تركت أثرا نفسيا سيئا على شعوب العالم العربي والإسلامي خاصة ما يحدث في سوريا من قتل وتشريد للأبرياء، وتدمير لشعب كامل، وقد طال أمد الأزمة في سوريا لدرجة مؤلمة جدا لم تعد محتملة، كما أن الأحداث التي جرت في مصر في 30 يونيو وما بعدها أخذت حيزا كبيرا من اهتمامي، وفي كل مرة أحاول أن أتجنب متابعة تلك الأزمات عبر الفضائيات ولكنني عجزت عن ذلك، أسأل الله العلي القدير أن ينصر إخواننا في سوريا وأن يؤلف بين قلوب الأشقاء في مصر وأن يعم الأمن والأمان على بلاد المسلمين.