لجأ بعض الأهالي إلى دهان حصون قرية "الغية" التي تقع في جبل "تهوي" الجبال الزرقاء بمحافظة المجاردة، حتى يتسنى للزائر رؤية القرية من الطرق التي يعبرها، خصوصا أن لون أحجار هذه الحصون مأخوذ من تلك الجبال الكحلية المائلة للأزرق، حسب ما أوضحه عضو اللجنة السياحية، نائب رئيس المجلس البلدي في المجاردة علي العمري. وكان العمري ضمن وفد ضم بعض مشايخ وأعيان المجاردة اطلع مع وفد من قرية السودة التراثية على إعادة وتأهيل قرية رجال ألمع التراثية، وذلك بحضور وكيل محافظ رجال ألمع مفرح زايد الألمعي، ومشغل القرية إبراهيم آل مسفر الألمعي مساء أول من أمس. وبين العمري أنهم يحاولون استنساخ تجربة قرية رجال ألمع لتعميمها على بعض القرى التراثية في المجاردة. وبين العمري أن تسمية الجبال الزرقاء في المجاردة بهذا الاسم تعود إلى لونها الكحلي الذي يتغير مع سقوط الأمطار إلى أزرق كحلي، وهي تمتاز بشلالاتها شبه المستمرة، موضحا أن عمر قرية "الغية" يقارب ال300 سنة، وأن المواد المستخدمة في بنائها هي صخور تلك الجبال الزرقاء. وأوضح العمري أن المجاردة تشمل قرى تراثية عدة منها الغية، والرهوة، وقرية وادي الغيل المشهور بزراعة الموز والبن، وأن الهدف من إعادة تأهيلها إيجاد دخل لشباب المحافظة، وزيادة الجذب السياحي. وأبدى العمري تفاؤله بمستقبل السياحة في المجاردة لقربها من محافظتي النماص وتنومة وغيرها من المحافظات السروية، ولوجود العين الحارة في مركز أحد ثربان حيث عملت بلدية المحافظة على تأهيلها. من جانبه، بين رئيس لجنة تطوير قرية السودة سعيد بن محمد معدي أنهم اطلعوا على تجربة قرية رجال ألمع لنقلها لقرية السودة التراثية التي تتضمن السوق القديم الذي يسمى "البسطة" لخدمة المتسوقين من محافظة رجال ألمع الذين يعبرون منه إلى أبها والعكس، وهناك مسجد قديم جدا، مشيرا إلى أن القرى التراثية عامل مهم للجذب السياحي، وأنهم سيعيدون تأهيل مباني القرية القديمة وكذلك السوق مع إعادة توثيق تاريخها. يذكر أن الوفدين اطلعا على المدرسة الأميرية القديمة، وجلسا على المقاعد القديمة للطلاب وتابعا عرضا مرئيا لمشروع "إعمار الديار" الذي أعده مشغل قرية رجال ألمع التراثية، مع عرض بعض التصورات لتطوير قريتي "الغية" والسودة، كما اطلعا على مشاريع قرية رجال ألمع التراثية ومنها: فندق مائة عام، والمتحف، المسار الشرقي، مع مشاهدة عرض "بانوراما" القرية الذي اشتمل على عرض مرئي لمسرحية "قصة مكان".