حولت شرطة جدة ملف قضية قتل فتاة دار الحماية التي لقيت مصرعها أول من أمس علي يد شقيقها بموقع عملها في إحدى شركات القطاع الخاص، إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وكشفت مصادر كانت مقربة من القتيلة ل"الوطن" أن "المغدورة حصلت قبل الجريمة بشهرين على صك عضل من محكمة الأحوال الشخصية بجدة، وهو قيد التنفيذ في محكمة الاستئناف، ويتضمن الصك أمرا فوريا بتزويجها من الشخص الذي تقدم لخطبتها ووافق عليه والدها". وأضافت أن "القتيلة عانت من عنف أشقائها الثلاثة خلال سبعة أعوام مضت، وأثناء وجودها في بريطانيا كمبتعثة لنيل شهادة الدكتوراه، وكان والدها يقيم معها كمحرم، وأنها أجبرت على الزواج من شخص لا ترغبه، وانتهى الأمر بالطلاق". وبينت المصادر أن "شابا تقدم للزواج من الفتاة، ووافق عليه الأب، إلا أن أشقاءها رفضوا تزويجها منه بحجة عدم تكافؤ النسب، وعندما تيقنوا من موافقة الأب لجأوا إلى حيلة، حيث أقنعوها بالموافقة ثم حنثوا، وسجنوها في غرفة لمدة شهر كامل، واستخدموا معها كل سبل التعذيب النفسي والجسدي، ومن بينها كي مناطق متفرقة من جسدها بسيخ ساخن، لإجبارها على التراجع عن الزواج، وعندما حاول والدها الدفاع عنها هددوه وأجبروه على رفع شكاوى ضدها إلى الشرطة، كما أجبروا والدتهم على تقديم شكاوى مماثلة ضدها تتضمن مطالب مالية، وحاولوا أكثر من مرة الخلاص منها، إلا أنها استنجدت بإمارة منطقة تبوك التي حولتها فورا إلى دار الحماية بجدة". وقالت المصادر إن "القاتل فاجأ شقيقته أول من أمس في مقر عملها، وأطلق عليها خمس رصاصات من مسدس، فلقيت مصرعها". من جهته، أوضح المدير السابق لدار الحماية بجدة، ومدير فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان صالح سرحان ل"الوطن" أن "الفتاة قدمت لدار الحماية بجدة قبل سبعة أشهر كنزيلة معنفة، محولة بأمر من أمير منطقة تبوك، وتم تسكينها ورعايتها"، مشيرا إلى أنها تلقت تهديدات بالقتل من أشقائها. وأوضح سرحان أن "دار الحماية حاولت تقريب وجهات النظر، وإبعاد الشقاق بين أطراف الأسرة إلا أن عناد الأشقاء وتجبرهم وعنفهم أعاق ذلك"، مشيرا إلى أن الإخوة حاولوا أكثر من مرة الإضرار بشقيقتهم نزيلة الدار. وأكد المدير السابق لدار الحماية أن "الفتاة أصرت على أخد حقها الشرعي ولجأت إلى القضاء، وأيدت المحكمة زواجها ممن ترغبه، ومنحتها صك عضل، ولكن الأشقاء رفضوا التسليم بذلك، وحاولوا أكثر من مرة خطفها لإجبارها على الخضوع لرغبتهم، إلى أن انتهى الأمر بجريمة القتل المروعة". وكانت "الوطن" قد نشرت أمس تقريرا بعنوان (جدة.. مقتل نزيلة بدار الحماية على يد شقيقها).