في تجاوز جديد، يضاف إلى سجل تجاوزاتهم المتكررة للقانون الدولي، واستخفافهم بمعاناة المدنيين اليمنيين، أقدمت حركة الحوثي المتمردة أول من أمس على قصف سفينة مساعدات إنسانية محملة بالمواد الغذائية، كانت في طريقها إلى ميناء عدن، ما اضطرها للعودة إلى أدراجها من دون أن تصاب بأذى. وأشار مسؤول محلي إلى أن المتمردين الحوثيين الذين يوجدون في بعض أحياء عدن، هم الذين أطلقوا النار باتجاه السفينة لمنعها من الرسو في الميناء الخاضع لسيطرة مقاتلين موالين للشرعية. وقال "الحوثيون أطلقوا قذائف مدفعية باتجاه السفينة التي استأجرتها الأممالمتحدة، وكانت محملة بسبعة آلاف طن من الأغذية، من دون أن يصيبوها، وذلك بينما كانت على بعد ميل بحري من ميناء عدن". مؤكدا أن السفينة اضطرت إلى العودة. وأضاف أن السفينة أبحرت من جيبوتي، البلد الذي اختارته الأممالمتحدة مركزا لتلقي المساعدات الإنسانية وإعادة إرسالها إلى اليمن. وأكد مسؤول في ميناء عدن واقعة تعرض السفينة للقصف. وقال إن قصف الحوثيين أجبر السفينة على العودة بينما كانت تقترب من الميناء، متهما الحوثيين بفرض حصار غذائي على المناطق الخاضعة للمقاومة الشعبية في عدن"، في إشارة إلى قوات المقاومة الشعبية. وأشار مسؤول محلي إلى أن قصف المتمردين الحوثيين للسفينة يهدف إلى حرمان المدنيين من الحصول على المساعدات التي كانت تحملها، وذلك لمواصلة الحصار الظالم الذي تفرضه على المدنيين في عدن. ومضى بالقول "التصرف الحوثي الأخير لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، وعلى الأممالمتحدة التي تتولى إرسال هذه المساعدات وتوزيعها على المدنيين المحتاجين، وأن تبادر إلى معاقبة المتمردين على هذه الجريمة التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية". وقال أحد سكان عدن ويدعى شريف سعيد إن قصف المتمردين الحوثيين سفينة المساعدات يظهر من جديد استهتارهم بحياة المدنيين الذي يعانون أسوأ أنواع الحصار، مشيرا إلى أن المدينة تفتقر للإمدادات الغذائية، وهناك شح في المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى النقص الحاد في المشتقات البترولية، بسبب استيلاء الحوثيين على كل المخزون. وأضاف "كأن ميليشيات الحوثيين لم تكتف بقتلنا بأسلحتها التي تصوبها على صدور مقاتلي المقاومة الشعبية، وقذائف المدفعية والدبابات التي تضرب المدنيين ليل نهار، فأقدمت على منع وصول المساعدات الإنسانية إلينا، وهي بهذا التصرف غير الإنساني تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق سكان المدينة". وزاد في كلامه "كل هذه الأساليب لن تنجح في كسر شوكة المقاومة، وسوف نواصل القتال حتى آخر فرد منا، ولن توقفنا كل مضايقات الانقلابيين عن التصدي لهم، فقد عقدنا العزم على تطهير أرضنا من دنسهم، ولن يغمض لنا جفن حتى نطردهم خارج حدود بلادنا".