اعلنت المملكة امس ان منطقتين في الجنوب تعرضتا لقصف بقذائف من شمال اليمن الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين رغم دخول الهدنة الانسانية حيز التنفيذ. فيما اعلن خادم الحرمين الشريفين مضاعفة المساعدة الانسانية الى اليمن لتبلغ 544 مليون دولار، وبدأت المساعدة الانسانية بالوصول امس الى اليمن في ظل هدنة يبدو انها صامدة بعد سبعة اسابيع من المعارك والغارات الجوية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية على المتمردين الحوثيين لإعادة الشرعية. واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع انه «في تمام الساعة العاشرة صباحًا سقطت مقذوفات في منطقتي نجرانوجازان» بدون ان توقع اصابات مضيفًا ان «موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزامًا بالهدنة الانسانية التي قررتها قوات تحالف عملية اعادة الأمل». وباشرت سفينة تابعة لبرنامج الاغذية العالمي ومحملة بالوقود توزيع حمولتها على مختلف المحافظات اليمنية بعدما رست مؤخرًا في ميناء الحديدة، على ما افاد مصدر في المرفأ. كما بدأت سفينة ثانية تابعة لبرنامج الاغذية العالمي بإفراغ مؤن في الحديدة، بحسب المصدر ذاته. وهرع سائقو السيارات الى محطات الوقود حيث وقفوا في صفوف انتظار كما في صنعاء على امل ملء خزاناتهم بالوقود. شحنة مساعدات وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن شحنة تابعة لها قد وصلت عن طريق البحر إلى ميناء الحديدة في اليمن، تحمل بطانيات وفرش النوم وأواني الطبخ لمساعدة نحو ستين ألف شخص. ورحب المتحدث باسم المفوضية أدريان إدورادز بوصول المساعدات يوم الجمعة الماضي، وقال: «إن المفوضية تتخذ الاستعدادات النهائية لنقل جوي ضخم من المساعدات الإنسانية إلى العاصمة اليمنية، صنعاء خلال الأيام المقبلة». وأضاف «إن خطة النقل الجوي تتضمن ثلاث رحلات تحمل مساعدات من مخازن المفوضية في دبي، وستجلب ثلاثمائة طن من فرش النوم والبطانيات وأدوات الطبخ والأغطية البلاستيكية، وهي جزء من مساعدات أكبر جارية لمساعدة ربع مليون شخص». وتسعى المفوضية إلى توزيع المزيد من المساعدات المتوفرة لدى المفوضية في اليمن، وإجراء عمليات تقييم للاحتياجات السريعة للمناطق التي يصعب الوصول إليها، كما يعمل موظفو الوكالة وشركاؤها على توزيع مجموعات الإغاثة إلى عشرات الآلاف من النازحين. وحض مجلس الامن الدولي جميع اطراف النزاع على الالتزام بالهدنة والسماح بدخول وايصال الاغاثة الاساسية للسكان المدنيين بما في ذلك المواد الغذائية والادوية والوقود. توجيه بدورها دعت الولاياتالمتحدةالأمريكيةإيران إلى توجيه سفينة شحنها التي تقول إنها تحمل مساعدة لليمن إلى مركز توزيع تابع للأمم المتحدة في جيبوتي. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارن في تصريح صحفي: «إذا اتبع الإيرانيون بروتوكول الأممالمتحدة وحركوا السفينة إلى الميناء في جيبوتي وسمحوا بتوزيع الشحنة الإنسانية التي يقولون إنها على السفينة عبر قنوات الأممالمتحدة فسيكونون قد فعلوا الشيء الصحيح في هذه الحالة»، وأكد أن أي شيء أقل من ذلك لن يكون في الاتجاه الصحيح. ليلة هادئة وأعرب السكان الذين يعانون من ازمة انسانية وصفتها الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية بأنها «كارثية» عن ارتياحهم. وقال توفيق عبدالوهاب احد سكان العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون: «إن صنعاء عاشت ليلة هادئة بعدما توقف دوي الصواريخ المضادة للطائرات وعمليات القصف». ودخلت الهدنة الانسانية حيز التنفيذ الثلاثاء الساعة 23,00 بمبادرة من المملكة التي تقود عملية إعادة الأمل. ومنذ 26 مارس تشن طائرات التحالف غارات جوية على المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران والذين كانوا يهددون بالسيطرة على اليمن بمجمله. وحذر الائتلاف بأنه سيستأنف غاراته الجوية في حال انتهك المتمردون الحوثيون الهدنة معلنًا مواصلة عمليات «الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة» فوق اليمن تحسبًا لأي انتهاك محتمل. خروقات وخرقت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح الهدنة الإنسانية. وأفادت مصادر لقناة «العربية» بأن ميليشيات الحوثي وصالح شنّت هجوماً واسعاً على مدينة الضالع، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة والرشاشات وقذائف الهاون الأحياء السكنية في تعز وعدن، إضافة إلى قصف مواقع المقاومة الشعبية في مأرب. كما دفعت تلك الميليشيات بتعزيزات عسكرية إلى عدن. وكان العميد ركن أحمد عسيري المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي قد حذر ميليشيات الحوثي -بالتزامن مع إعلان الهدنة الإنسانية- من الاستمرار في خرق الهدنة، مشيرًا إلى أن تلك الميليشيات استهدفت منطقة جازان بعدة قذائف. وفي رد على تلك الخروقات الأمنية قصفت طائرات التحالف تجمعات لميليشيات الحوثي في محافظة إب وسط اليمن. كما دفعت ميليشيات الحوثي وصالح بتعزيزات عسكرية من ذمار إلى تعز، وقبل ذلك كانت المقاومة الشعبية أجبرت الميليشيات على الانسحاب من منطقة السياني بمحافظة إب، وأحكمت السيطرة عليها بعد اشتباكات عنيفة. وكانت المقاومة الشعبية أسرت 7 من ميليشيات الحوثي في منطقة الجدعان شمال محافظة مأرب بعد محاولتهم التسلل إلى المنطقة، وقبضت على القيادي الحوثي نبيل الجنيد و4 من مرافقيه في منطقة الجحملية. وأطلق المتمردون فجر الأربعاء صواريخ مضادة للطائرات في صنعاء عندما حلقت طائرات استطلاع تابعة للائتلاف بشكل وجيز فوق المدينة، على ما أفاد شهود مشيرين إلى عودة الهدوء فيما بعد إلى العاصمة. وفي منتصف قبل الظهر اطلق المتمردون ثلاث قذائف دبابات في مدينة الضالع، فيما بدا عملًا معزولًا على ما افاد شهود. وقال محمد السعدي (25 عامًا) أحد سكان صنعاء: «نأمل أن تصبح هذه الهدنة دائمة. تمكنا أخيرًا من النوم بهدوء». وأشار سكان ومقاتلون يحاربون المتمردين الى مناوشات بسيطة في محافظتي الضالع وشبوة وتعز (جنوب غرب) وفي مأرب (شرق صنعاء) بعيد بدء تطبيق الهدنة. والهدف من الهدنة التي تستمر خمسة أيام إيصال مساعدات ينتظرها السكان بشكل ملح مع أن المنظمات الانسانية حذرت من أنها بحاجة إلى وقت أكبر. وأعلنت ممثلة منظمة «أطباء بلا حدود» في اليمن ماري اليزابيت اينغر الاربعاء لوكالة فرانس برس أن المنظمة تريد اغتنام الهدنة التي تبدو نافذة لتوسيع نطاق عملياتها في هذا البلد. لكنها رأت ان خمسة أيام غير كافية نظرًا الى حاجات السكان، مشيرة الى ان طائرة استأجرتها «أطباء بلا حدود» وتنقل طواقم طبية ستصل الاربعاء على ان تتبعها طائرة ثانية الخميس.